صفقة القرن.. والموقف الفلسطيني الحاسم

الديوان | هيئة التحرير
مع إعلان الرئيس الأمريكي دونال ترامب عن صفقة القرن الذي أظهر الإنحياز الأمريكي الصارخ للاحتلال الإسرائيلي والتنكر للحق الفلسطيني، مستغلا الواقع الإقليمي وضعفه وتشتته لتمرير هذه الصفقة، فضلا عن استغلاله الوضع الفلسطيني الداخلي وحالة الانقسام والخلافات الداخلية، علاوة على سعيه لتحقيق مكاسب انتخابية قبيل الانتخابات الرئاسية بتقديمه القرابين لإسرائيل لضمان دعم التيارات الصهيونية الأمريكية.
أظهر الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته السياسية والشعبية موقفا موحدا غير قابل للتأويل يرفض وبشكل لا لُبس فيه هذه الصفقة، ورغم كل الأزمات المحيطة في المشهد الوطني، محليا ودوليا، إلا أن الجميع توحد في خندق التصدى لهذه الصفقة وعلى عدة مستويات:
- على مستوى السلطة الفلسطينية التي رفضت الصفقة وكان للرئيس محمود عباس موقفا واضحا في ذلك ورفض التجاوب مع الإدارة الأمريكية ورئيسها المتعجرف، كما أنه داعا الفصائل الفلسطينية لاجتماع طارىء لبحث الموضوع الذي تحاول أمركيا فرضه على الفلسطينين رغما عن إرادتهم.
- في ذات الوقت أظهرت حركة حماس موقفا متقدما بدعوة رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية للقاء عاجل للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وكذلك بالتجاوب مع دعوة الرئيس واستجابتها للدعوة بالمشاركة في اللقاء الذي يمكن أن يشكل فرصة للم الشمل وكسر جليد الجمود في العلاقة، لا سيما وأن الاستجابة تحمل رسائل الإسناد في الموقف والذي يحتاجه عباس اليوم أكثر من أي وقت سابق.
- لقاء القوى الوطنية والإسلامية في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والدعوة لفعاليات احتجاجية مختلفة في محافظات الضفة وغزة، والحراك الفصائلي والمؤسسي والشعبي في تجاه رفض صفقة القرن.
- إن مقاومة الصفقة لا يمكن أن تكون ناجحة إلا من خلال التكاتف والعمل المشترك بين مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله لإفشال هذا المشروع على الأرض، لذا يجدر العمل على بناء استراتيجية وطنية لضمان ديمومة الرفض حتى لا تكون مجرد هبة مؤقة.
- صحيح أن كل الفصائل الوطنية تجمع على رفض الصفقة، لكنها بحاجة لتوحيد الجهود والعمل المشترك في إطار جبهة وطنية موحدة تقف في وجه هذا المشروع التصفوي وتعيد للقضية الفلسطينية مكانتها وهيبتها، وتقطع الطريق على كل المتربصين بقضيتنا وشعبنا وكل من تسول له نفسه التجاوب مع هذه المشاريع، والتأكيد على أن فرصة تطبيق قرار يعارضه من هم على الأرض هو ضرب من خيال.
- لا بد لكل فلسطيني وطني حريص على شعبه وقضيته من التجاوب مع كل الطروحات التي تصب في خانة مقاومة ورفض هذا المشروع سواء على مستوى الوطن أو في محافظة ما أو قرية أو مخيم.
لقد مر على الشعب الفلسطيني العديد من المشاريع الأمريكية وغير الأمريكية التي كانت تهدف لتصفية القضية الفلسطينية لكنها فشلت في إخضاعه أو دفعه نحو التنازل عن حقوقه المشروعة وثوابته الوطنية، والثقة كبيرة في أن مصير هذه المبادرة سيؤول إلى ما آلت اليه سابقاتها.