أخرى

صفقة القرن وسبل مواجهتها فلسطينيا

الديوان  | هيئة التحرير

بعد تلويح بصفقة القرن  استمر ثلاث سنوات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن صفقته خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء 28/1/2020م، بحضور رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

الصفقة في المشهد الحالي

  • إن هذه الصفقة هي مشروع سياسي جديد، لتصفية القضية الفلسطينية، وحل مشكلة وأزمة الكيان المحتل، الذي ما يزال يبحث عن المشروعية السياسية والأخلاقية، منذ تأسيسه قبل أكثر من سبعين عاما، على حساب أرض ليست أرضه، وشعب هو صاحب هذه الأرض ومالكها الحقيقي هو الشعب الفلسطيني.
  • الجديد في هذا المشروع والمختلف عن غيره من المشاريع السابقة، أن الإدارة الأميركية الحالية، هي الأكثر انحيازاً في التاريخ الأميركي للكيان الغاصب، ورئيسها ترمب لا يوارب ولا يناور في ذلك، إضافة إلى أن هذا المشروع حسم المسائل الأساسية في الصراع (القدس/ المستوطنات / اللاجئين/ طبيعة الدولة الفلسطينية)، وكان حسمه لها لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي بشكل مطلق.
  • إن هذا المشروع يمثّل نتيجة طبيعية للتحالف بين الحركة المسيحية الإنجيلية، والحركة اليهودية الصهيونية، الذي يمثّل تحالفاً سياسياً ودينياً غير مسبوق. لذا كان ملاحظاً أن الخطاب الذي يقدّمه المسؤولون في الإدارة الأميركية الحالية، وفي مقدمتهم “ترمب”، ونائبه “مايك بينيس”، تضمّن رموزاً وإشارات “دينية” وغيبية، لها علاقة بأرض الميعاد، وعودة المسيح، وغيرها.
  • تمثّل الصفقة إفلاساً لمشروع التسوية السياسية، ونهاية التعويل على إمكانية تحقيق تسوية تاريخية.
  • لم يتضمّن الإعلان شيئاً جديداً، على صعيد النوايا الصهيونية المضمرة والمعلنة، بل أكّدتها، ووضعتها في سياق خطة سياسية، تدعمها وترعاها الإدارة الأميركية.
  • شكّل الإعلان استفزازاً كبيراً للرأي العام الفلسطيني، والعربي، والإسلامي، والدولي.
  • كشف الإعلان عن تواطؤ بعض النظم العربية الرسمية وتخاذل نظم أخرى، مع موقف متقدّم ومميّز لبعض النظم. وعلى الرغم من ذلك، فإن المواقف التي صدرت عن الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، كانت في عمومها جيدة.
  • بدا الموقف الفلسطيني بشكل عام موحّداً في الرفض القاطع للصفقة، ولعلّ الموقف الفلسطيني الرسمي، مهم جداً، باعتباره يمثّل الشرعية الفلسطينية إقليمياً ودولياً.

كيف نواجه الصفقة عملياً ؟

في ضوء التوصيف الذي تقدّم ذكره، فإننا كفلسطينيين أننا أمام لحظة تاريخية مهمّة، علينا أن نستغلها لتحويل التحدّي الذي تمثّله الصفقة، إلى فرصة لإعادة بناء المشهد الوطني الفلسطيني، والعمل على تعديل صورة المشهد الفلسطيني من صورة الانقسام إلى صورة الوحدة، وإعادة منهجية الصراع إلى جذورها الأساسية. وهذا يقتضي الآتي:

  • المبادرة وطنية لإعادة رسم المشهد الوطني الفلسطيني والاستفادة من الأجواء السياسية الجديدة التي وفّرتها الصفقة.
  • التهدئة في الخطاب السياسي والإعلامي بين الفصائل الفلسطينية، والابتعاد عن لغة الاتهام والتخوين والتجريح، لإضفاء أجواء جديدة في الساحة الفلسطينية.
  • تفعيل جماهير الأمة العربية والإسلامية، وإعادة بث الروح فيها، وشرح مضامين الصفقة وخطورتها.
  • العمل على إعادة إحياء القضية الفلسطينية بخطوطها الأساسية (القدس / اللاجئين/ حق العودة).

خطوات الفصائل لمواجهتها

منذ اليوم الأول لإعلان الصفقة سعت مختلف الفصائل الفلسطينية، لمواجهتها بقوة، ومن أبرز هذه الخطوات:

  • عقدت الفصائل الوطنية مؤتمرا في قطاع غزة، شاركت فيه جميع الفصائل، في مقدّمتها حركتي حماس و فتح، لرفض الصفقة ومواجهتها.
  • أطلقت الفصائل في غزة والضفة والخارج، سلسلة من الفعاليات الشعبية والجماهيرية، واعتمدت برامج متواصلة في المناطق كافة، سواء على الصعيد الفلسطيني، أو على صعيد الأمة وأحرار العالم.
  • شكلت الصفقة بداية مهمة على صعيد العلاقات الفلسطينية تمثلت في اتصال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وبحث سبل المواجهة الوطنية للصفقة.
  • الحراك العربي والإقليمي للقيادات الفلسطينية:
    • وجّهت حركة حماس باسم رئيسها رسائل شملت رؤساء الدول العربية والإسلامية، حول الصفقة وخطورتها. والتقى هنية مع وزير الخارجية القطري، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للحوار حول الصفقة ومواجهتها.
    • أجرى رئيس السلطة الفلسطينية العديد من الاتصالات مع رؤساء الدول العربية والاسلامية والدولية في إطار دعم الموقف الفلسطيني ورفض الصفقة الأمريكية المخالفة لتوجهات المجتمع الدولي، حيث تبنى مجلس وزراء خارجية الدول العربية بالإجماع قرارا برفض الصفقة الأمريكية وتاييد الموقف الفلسطيني.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى