مقالات

الكورونا وإعادة تشكيل العالم

ثامر سباعنه

مع انتشار فايروس كورونا في كل بقاع الأرض تقريبا واختراقه  للحدود والحواجز، حتى بات الخطر الأول الذي تواجهه الحكومات والدول، عدد القتلى في العالم فاق العشره الالاف قتيل – حتى لحظة كتابة المقال- والعدد لازال في تزايد، مئات آلاف الاصابات، انهيار صحي في بعض الدول حتى باتت لا تستطيع السيطره على الوضع القائم فيها.

للفايروس وجه اخر غير المرض والقتل، فخسائر اقتصادية بالمليارات حتى بات الفايروس يهدد اقتصاديات العديد من الدول، مصانع كبيرة أوقفت انتاجها ومنها ما أغلق، وقد نشرت وكالة  “bloomberg” تقريراً تحدثت فيه أن فيروس كورونا يتحول إلى فيروس عالمي، ويمكن أن يؤدي بالاقتصاد العالمي إلى طريق مسدود.

وفقاً للموقع الاقتصادي يمكن أن يشمل انتشار فيروس كورونا على المستوى العالمي ركودا اقتصاديا في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان، وأن تسجل الصين أقل معدل نمو في تاريخها، ما مجموعه 2.7 تريليون دولار من الناتج المفقود – أي ما يعادل إجمالي الناتج المحلي للمملكة المتحدة.

الخسائر الاقتصادية  بالإضافة للإجراءات الوقائية والعلاجية للدول والأنظمة سيكون لها الأثر السياسي المستقبلي على هذه الدول والأنظمه، وقد يؤدي الفايروس إلى تغيير في وجه العالم السياسي، من خلال تراجع دول عظيمه وتقدم دول أخرى لتسود العالم، وملامح هذا التغيير باتت واضحه جليه، وما كان قبل وأثناء انتشار وباء كورونا لن يكون على حاله بعده.

الصين تعافت سريعا من الوباء، بل وبدأت بتقديم العون والمساعده لدول العالم وخاصة دول أوروبا، بعد ان اصبحت اوروبا عاجزه وغير قادرة على ادارة الازمة،ولم تستطع الاستمرار في الايفاء بالتزاماتها ، الصين صنعت من قصه نجاحها قصة انتصار للعالم اجمع، اضافة الى تحول الصين الان الى مصدر لتزويد العالم بالمعدات والادوات اللازمة للوقاية من المرض.

أمريكا لازالت مرتبكه ، ومن الواضح الآن أن واشنطن فشلت في استجابتها الأولية للوباء، وظهر ترامب ضعيف متخبط لايملك الحل لامريكا، بل وجه خطابه ضد الصين مُصراً على استبدال مصطلح  فايروس كورونا بالفايروس الصيني، أن الولايات المتحدة ، تفتقر للمعدات والقدرة على تلبية العديد من مطالبها، المخزون الوطني الإستراتيجي الأميركي، وهو احتياطي البلاد من الإمدادات الطبية الحرجة، يحتوي على 1% فقط من الأقنعة وأجهزة التنفس وربما 10% من أجهزة التهوية اللازمة للتعامل مع الوباء.

واضح ان وباء الكورونا سيغير من وجه العالم وسيكون له ما له على خارطة القوى العالمية، لكن سؤالنا هنا: اين موقع العرب مما يحدث؟؟ وما مصير الدول والأنظمة العربية من هذه التغيرات التي ستطال كل العالم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى