القضية الفلسطينيةمقالات

ما الذي ينبغي فعله فلسطينيا حيال عملية الضم؟

هيئة التحرير

لا يزال الشعب الفلسطيني يترقب مآلات عملية الضم التي تسعى حكومة الاحتلال البدء بتنفيذها الشهر المقبل، وسط حالة من التخمين وعدم الوضوح سواء فيما يمكن أن تشمله المرحلة الأولى من العملية، أو في أبعاد ردود الفعل الشعبية والرسمية الفلسطينية والإقليمية والدولية.

على صعيد الأطراف الرئيسة الفاعلة في عملية الضم يمكن تلخليص الآتي:

  • على صعيد الإدارة الأمريكية فهي تتبنى موقفا متطرفا في تأييد وتغطية كل ما يريده الاحتلال وتسويقه في العالم وفرضه على أرض الواقع، بل وتبدو أحياناً متقدمة على حكومة الاحتلال، وهي في هذا المسعى تتخطى كل الحدود والخطوط الحمر على كل الصعد، وبالرغم من تغولها على الحق الفلسطيني إلا أنها أيضا إدارة تجمع التناقضات، ففي حين دخلت علاقها مع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير مرحلة جمود، تحاول هذه الأيام التواصل المباشر مع حركة حماس من خلال أرسالها طلباً رسمياً لحماس للحديث في الرؤية الأمريكية للحل، إلا أن حماس رفضت هذا الطلب نظرا لاحتمالية استغلال هذا اللقاء في إحداث فتنه فلسطينية داخلية، فالتحرك الأمريكي في هذا التوقيت بالذات واستغلاها لحالة غزة الاقتصادية وحاجتها للإعمار والتلويح بإنشاء المطار والميناء يندرج تحت محاولاتها استنفاذ كل ما من شأنه أن يساعدها في توجهها للضم.

  • الرباعية الدولية: ما تبقى من دول الرباعية ليس لديها أية أدوات عملية تمكنها من الضغط لمواجهة الشروع الأمريكي الصهيوني، وأن وجدت فلا توجد إدارة مستعدة لفعل شيء أكثر من تسجيل المواقف دون أي رصيد، وقد أصبحت كل هذه الأطراف مشغولة بهمومها، خاصة وطأة الكورونا على اقتصادات وأولويات هذه الأطراف.

 

  • حكومة الاحتلال: يتفق أطراف الحكم في الكيان الصهيوني وعبر الاتفاق الائتلافي الذي بنيت عليه هذه الحكومة على مشروع ضم أجزاء من الضفة خلال الفترة القريبة القادمة وحتى الأطراف غير المشاركة في الحكومة لا تختلف معهم حول هذه النقطة، يغريهم في هذا السبيل الوضع الدولي، وموقف الإدارة الامريكية وكذلك انشغال العالم بنفسه، غير أن هناك خلافا على الكيفية بين أركان الائتلاف الحكومي.
  • الوضع الإقليمي العربي والإسلامي يصل بعض أطرافه الفاعلين إلى حد التواطؤ، ويعجز آخرون أن يتجرأوا على فعل شيء، وتئن دول أخرى تحت وطأة الحروب الأهلية.

  • السلطة الفلسطينية: على الرغم من رفض السلطة لمشروع الضم، وتحجيم الاحتلال لدورها، فإن ردودها حتى الآن لم تتجاوز ضوابط ومحددات لا يمكنها أن تشكل أي أفق لتغيير هذا الواقع، وبالرغم من ذلك فإن السلطة لا تتخذ خطوات قادرة على التأثير على مسار الأحداث واتجاهاتها، وما يزال يسيطر عليها التعلق بالانتظار لعل تغييراً يحدث في الإدارة الأمريكية عبر الانتخابات المقبلة، بعد التعلق بانتظار التغيير في تشكيلة الحكومة الإسرائيلية والذي لم يجر كما اشتهت سفن السلطة. لذا فالوضع الفلسطيني تقيد فيه السلطة نفسها وشعبنا عن أن يكون لديهم الرد الحقيقي الذي يمكن أن يؤثر.

 

وبالرغم من ذلك إلا أن السلطة يمكن أن تتحرك في خطوات مغايرة لما جرت عليه العادة في التعاطي مع المواقف السياسية مثل:

  • مغادرة حقيقية لمسار أوسلو العبثي ووقف التعويل على التسوية السياسية.
  • العمل فورا على إعادة ترتيب البيت الفسطيني وبناء مؤسساته السياسية.
  • إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية وعدم التعرض لأي عمل مقاوم.
  • اتاحة الحرية للهبات الشعبية الجماهيرية.
  • وقف كل العلاقات مع الاحتلال.
  • التحرك بجدية وبخطوات دبلوماسية على المتسويات العالمية والإقليمية.

 

أما الفصائل الفلسطينية فيمكنها التوجه للآتي:

  • حشد طاقات كل أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده لمواجهة هذه المشروع الصهيوني.
  • المقاومة بكل أشكالها وفي كل الساحات هي السبيل الأمثل لمواجهة المشروع.
  • السعي لتحقيق ما لم يتحقق ووجب أن يتحقق الآن وهو التوافق مع السلطة على برنامج وطني يجمع الفلسطينين.
  • التحرك سياساً ووطنياً وميدانياً لتكوين جبهه عريضة للتصدي للاحتلال ومشاريعه.
  • العمل على استنهاض المكونات العربية والاسلامية الداعمة للقضية الفلسطينية.
  • الضغط على الحكومات العربية والاسلامية لاتخاذ مواقف أكثر جدية لمواجهة تغول الاحتلال وعربدته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى