هل تقودنا تطورات مواجهة الضم المشتركة لصفحة وطنية تذيب جليد الماضي؟

الديوان | هيئة التحرير
نشهد في هذه الأيام تطورات إيجابية على صعيد العلاقات الفلسطينية الداخلية في خضم اصطفاف الكل الفلسطيني لمواجهة مشروع الضم الصهيوني لأراض من الضفة المحتلة، تمثل التعبير الأخير عنها كان في المؤتمر الصحفي الذي جمع أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري يوم أمس الخميس.
في الوقت الذي يعيش شعبنا الفلسطيني على أرضه في مواجهة الاحتلال وبطشه وقمعه، تم الاتفاق بين حركي حماس وفتح وجميع القوى الوطنية والإسلامية في الضفة وغزة والشتات الفلسطيني على تجاوز الخلافات القائمة، أو بالحد الأدنى تجميدها، لصالح مواجهة مشتركة لمشروع الاحتلال في قضم أرضنا في الضفة الغربية، وتم التعبير عن هذا الاتفاق عبر المؤتمرات الصحفية المشتركة والفعاليات الوطنية في الضفة وغزة والخارج، إلى جانب التنسيق والاتفاق على كل الفعاليات المستقبلية.
المأزق الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده تتطلب من كل الفصائل والقيادات الفلسطينية التي تتحلى بالمسؤولية الوطنية أن تستثمر كل فرصة ممكنة لتعزيز العمل الفلسطيني المشترك، حتى لو بدت فرص النجاح أمام هذه الفرصة ضئيلة، وحتى لو شكك فيها الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني ونخبه وكوادره نتيجة للإرث الطويل من الإخفاق في التوصل إلى حلول للأزمات الوطنية الداخلية والشعور بالإحباط من القدرة على الخروج من حالة الانقسام الفلسطيني.
إن القيادات المسؤولة لا ينبغي لها أن تفوت أية فرصة مهما كان حجمها لإعادة الاعتبار للتوافق الفلسطيني الداخلي والبحث عن المشترك بين المكونات السياسية الفلسطينية، وبالذات حين يكون هذا التوافق في مواجهة الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق شعبنا وقضيتنا. في ذات الوقت فإن المشككين بفرص النجاح أو الرافضين للتقارب بين حركتي حماس وفتح، حتى وإن كانوا من المخلصين للقضية الفلسطينية، فإنهم لا يملكون أي بديل معتبر وليس في جعبتهم ما يمكن أن يقدموه للتعامل مع هذا الواقع المعقد، بل إن البديل عن مثل هذه الصيغ التوافية، على هشاشتها، هو الاستسلام لإجراءات الاحتلال وغطرسته من جهة، والتسليم لفكرة الانقسام الفلسطيني وتأبيده من جهة أخرى، وهو ما يشكل كارثة وطنية بحق.
إن العمل على إعادة ترتيب البيت الفلسطيني والانتهاء من حقبة الانقسام والعمل على تعزيز المشترك بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني هو واجب اللحظة، وهو مسؤولية وطنية لا بد من الاستمرار بالعمل لأجلها، وإن من يتصدى لهذا العمل إنما يقوم بعمل كبير ووطني بامتياز، ويكفي للتدليل على ذلك أن ندرك أن هذا المسار الوطني يتعارض مع الإرداة الصهيونية والأمريكية والقوى الإقليمية المعادية لشعبنا، وكذلك مع قوى التأثير السلبي في بعض الفصائل الفلسطينية.