تطبيق نموذج يوهان (مثلث النزاع) على الانقسام الفلسطيني

الباحث ثامر عبد الغني سباعنة
تطبيق نموذج يوهان ( مثلث النزاع ) على الانقسام الفلسطيني –الفلسطيني
مقدمة:
لقد غدت ظاهرة النزاعات أحد القضايا العامة للمشاكل العالمية بعد نهاية الحرب البارده، ولقد اتخذت هذه النزاعات أشكالا كثيره منها النزاعات الداخليه، مما دفع العديد من الباحثين والأكاديميين للبحث في الأسباب الرئيسية لتفجر النزاعات، وتقديم نظريات لفهم مختلف التعقيدات التي تشتمل عليها النزاعات، ولعل نموذج ( مثلث النزاع) ليوهان غالتونغ احد نماذج التحليل لظاهرة النزاعات والعنف بابعاده المختلفه.
لكن: الى اي مدى يمكن تطبيق نموذج مثلث النزاع كأداة تحليلية في فهم وتفسير الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس؟
وقد تناولت الموضوع من ثلاث محاور: المحور الاول نموذج مثلث النزاع ، والمحور الثاني الانقسام الفلسطيني لمحة ترايخيه، والمحور الثالث تطبيق نموذج يوهان على الانقسام الفلسطيني والنزاع بين فتح وحماس.
المحور الأول: نموذج مثلث النزاع:
انّ نموذج النزاع المثلّث الذي جاء به “يوهان غالتونغ ” ، يعتبر من أبرز النّماذج التي حاولت إعطاء تفسير لمراحل النزاع عن طريق ثلاثيّة العناصر الممثلة في أطراف مثلّث ، فأساس النزاع هو عنصر التناقض و الخلاف بين أطراف النزاع ، حيث يترجم التناقض في عنف بنيوي و الذي بدوره ينتقل في مرحلة حل النزاع إلى بناء السلام بين الأطراف، ومن التناقض ننتقل إلى المواقف المعبرة عن التصورات الخاطئة للطرف الآخر وهو ما ينتج لنا عنفا ثقافيا يصل بنا في مرحلة الحل إلى صنع السلام ، كما أنّ المواقف تتحول إلى سلوكيات، و السّلوك النزاعي حسب هذا النموذج يعبّر عنه عنف مباشر وهو ما يستلزم حفظ السلام في مرحلة حل النزاع. و في الأخير يمكن القول بأنّ “يوهان غالتونغ” أعطى لنا نموذجا مترابطا و متماسكا و شامل للنزاعات المتماثلة و غير المتماثلة.
- مثلث حركة النزاع:
هو عبارة عن نموذج مفسّر للنزاعات ، ويشتمل على كلّ من النّزاعات المتماثلة Symmetric ،وغير المتماثلة Asymmetric ، حيث يقترح غالتون طريقة المثلّث في النّظر للنزاعات الدّولية ، معتبرا النزاع يقوم على ثلاث أبعاد وهي:
- التناقض Contradiction: يمثل التناقض للمثلث القضية الرئيسية، فعدم التفاهم أو التناقض هو سبب تصعيد النزاع وندرة مورد معين تدفع بالخصوم السعي لتحقيق أهدافهم.
- السلوك Bihaviour: الأعمال والممارسات الفعليه العنيفة من قبل احد الاطراف في اي وضع صراعي، ويهدف الى جعل الطرف المعارض يتخلى او يغير اهدافه المتعارضه مع الطرف الاخر[1].
- الموقف/السياق Attitudes: يتضمّن التّصوّرات الخاطئة التي يحملها كلّ طرف عن الآخر ، بحيث يمكن أن تكون ايجابية أو سلبية غير أنها في الغالب ما تكون سلبيّة عن الطّرف الآخر خاصّة في النزاعات العنيفة .[2]
تتفاعل هذه الابعاد الثلاثة للنزاع مع بعضها البعض، بحيث يكون هذا التفاعل والتاثير إما تفاعل سلبي وبالتالي يؤدي الى تصاعد النزاع، او تتفاعل بشكل ايجابي وبالتالي الميل نحو التعايش والتسوية.
- مثلث العنف:
ويتكون هذا المثلث من ثلاث اركان هي:
2-1- العنف المباشر Direct Violence: يتكون من افعال او مواقف او هياكل او انظمة تسبب اضرارا بدنية او نفسية او اجتماعيه او بيئية او تمنع الاشخاص من الوصول الى احتياجاتهم الانسانية الكاملة[3].
2-2- العنف الهيكلي/البنيوي Structural Violence: يعبّر عن الظروف القمعيّة اتّجاه الطرف الآخر و للعنف البنيوي عدة وسائل منها الظلم النظامي و عدم المساواة، الجشع و المعاملة بتسلط.
2-3- العنف الثقافي Cultural Violence: يكون بعد العنف المباشر، (أو كردّة فعل للعنف المباشر)، ويعتمد العنف الثقافي على الوسائل التالية الكراهية، التّرويج للصّورة السّيئة عن الطرف الآخر، التعبئة النفسيّة و الإعلامية ضدّ الطرف الآخر عن طريق الدّعاية.[4]
- مثلث الحل:
عمليّة حل النزاع حسب غالتونغ تنطوي على مجموعة من التغيرات الحيوية ،وتبدأ بوقف تصعيد النزاع السلوك، وتغيير في المواقف ، والتحول من المصالح المتضاربة (التناقضcontradiction ) ، و التّي هي في جوهر هيكل الصراع .كما فرّق غالتونغ بين العنف السلبي الذي اعتبره وقف العنف المباشر، و العنف الإيجابي المبنيّ على أساس التغلب على العنف البنيوي و العنف الثقافي و يتضمن الأفكار الرئيسية من ‘الشرعية’ و ‘العدالة’ .
أ- بناء السلام Peace-building هي عملية لاحقة( للتناقضcontradiction)،وما انجرّ عنها من عنف بنيوي.
ب- صنع السلام Peace-making تعتبر عمليّة لاحقة لما نتج من مواقف وما انجر عنها من عنف ثقافي.
ت- حفظ السلام Peace- keeping هي عمليّة متمّمة للسلوكيات الناتجة عن النزاع، وما انجر عنها من عنف مباشر.
المحور الثاني: لمحة عن الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني:
شهد منتصف التسعينات من القرن الماضي نشوء سلطةفلسطينية على اجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين من قبل ’اسرائيل’ ، وجاء هذا على ضوء اتفاق اوسلو الذي اعلن عنه نهاية عام 1993، وطبق جزء من الاتفاق عام 1995 وانسحب الاحتلال من غزة واريحا اولا، ليتبع ذلك انسحابات اخرى من مدن الضفة الغربية عدا القدس والخليل.
في عام 1996 جرت انتخابات رئاسية وبرلمانية، والاصل منها حسب اتفاق اوسلو انتخاب مجلس فلسطيني مكون من 25 عضوا، لكن باتفاق بين ياسر عرفات و اسحق رابين جرى توسيع العدد الى 88 عضو، وفازت حركة فتح بغالبية مقاعد ( المجلس التشريعي) وكذلك برئاسة السلطة الفلسطيني، وشهد العام 1996 قيام اول سلطة سياسية فلسطينية منتخبه على جزء من الضفة الغربية وقطاع غزة، شاركت فتح وبعض الفصائل ومستقلون في هذه الانتخابات، وقاطعت فصائل حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية والجبة الديمقراطية هذه الانتخابات، ولكل منهم اسبابه في ذلك.
كان من المفترض ان تستمر السلطه المنتخبه ( رئيسا ومجلسا) مدة اربع سنوات من لحظة انتخابهم، بحيث تنتهي مع انتهاء الفترة الانتقاليه لاتفاق اوسلو والتي تستمر لمدة خمس سنوات، ما يعني عقد انتخابات جديدة، لكن ظروفا سياسية وامنيه حالت دون ذلك ، من فشل مباحثات الحل النهائي واندلاع انتفاضة الاقصى التي انتهت الى جملة من المتغيرات منها غياب رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ، واعادة احتلال مدن الضفة الغربية المعروفة بمناطق A ، وانسحاب ’اسرائيل’ من طرف واحد من قطاع غزة، وبروز فصائل فلسطينية بقوة في غزة على وجه التحديد.
لم تتوقف المطالبات منذ انتهاء فترة الرئاسة والمجلس التشريعي لاجراء انتخابات في الضفة الغربية وغزة، في هذه المرة كان الوضع مختلفا فقد رفعت حماس شعار شركاء بالدم شركاء بالقرار،مايعني الدخول بمسار العملية السياسية الفلسطينية والمنافسة في الانتخابات.
لم تنجز الانتخابات مرة واحده كما حصل في المرة الاولى، فقد جرت الانتخابات الرئاسية اولا عام 2005 ، ولم تنافس حماس فيها، كانت النتيجه لهذه الانتخابات فوز محمود عباس مرشح حركة فتح.
ترأس محمود عباس السلطه لمدة عام تقريبا قبل ان تجري الانتخابات التشريعية، وفي الاثناء جرت حوارات بين محمود عباس وحركة حماس لعل ابرزها ماكان في القاهرة، حيث جرى الاتفاق على اجراء انتخابات وفق نظام النسبي والدائرة، وجرى زيادة عدد اعضاء المجلس التشريعي من 88 الى 132 عضوا، وجرى الاتفاق على تهدئة مع الاحتلال، واصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، انجز بعض ما تم الاتفاق عليه في القاهرة كالتهدئة والانتخابات، ولم ينجز مشروع اصلاح منظمة التحرير.
فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعيه عام 2006، وكان فوزا مريحا يمنحها الحق في تشكيل الحكومة الفلسطينية، وفي اولى جلسات المجلس التشريعي تم انتخاب الدكتور عزيز دويك رئيسا للمجلس التشريعي مع نواب له من غزة والضفة، وجرى لاحقا تكليف اسماعيل هنية من قبل رئيس السلطه الفلسطينية بتشكيل الحكومة الفلسطينية، حاولت حماس تشكيل حكومة وحده لكنها اخفقت وانتهى بها المطاف الى اقامة حكومة ذات لون واحد.
اشترطت الرباعية الدولية والمكونه من امريكا وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحده ثلاثة شروط حتى تكون حكومة حماس مقبوله سياسيا، وهذه الشروط هي الاعتراف بالاتفاقيات المسبقة، والاعتراف باسرائيل ونبذ العنف، رفضت حماس الاعتراف باسرائيل، ورأت بالاتفاقيات الموقعه انها مجحفة، ورات في مصطلح العنف اساءة للمقاومة، والتي قبلت ان تتخذ فيها قرار هدنة.
اعتبرت الرباعية ان حماس لم تستجب للمطالب فقاد ذلك الى حصار سياسي واقتصادي، الامر الذي اثر على الحكومة وصورتها، ودفع الى احتجاجات في الشارع الفلسطيني رأت فيها حماس تحريضا عليها، وتفتقد المبرر المنطقي.
استمرت الامور بين شد وجذب وفي الاثناء برزت وثيقة سميت بوثيقة الاسرى، وهذه الوثيقة كانت تهدف الى ايجاد برنامج سياسي متفقرعليه بين كل الاطراف، وبالفعل تنادى الجميع الى اعتمادها، ولكن ذلك لم يحصل الا بعد تنقيحها والاتفاق عليها من جديد بعد صياغتها، ووقع الاتفاق .
في هذه الاثناء وقعت عملية اسر الجندي ’الاسرائيلي’ جلعاد شاليط، والتي ادت الى اعتقال نواب ووزراء حماس في الضفة الغربية، وعطل ذلك المجلس التشريعي.
استمرت حالة الشد والجذب، ولكن مع تدخلات من هنا وهناك ذهبت فتح وحماس الى اتفاق مكة، والذي افضى الى اقامة حكومة وحدة وطنية، باشرت عملها، لكن استمر الشد والجذب خاصه في غزة لينتهي الامر الى مواجهة دموية، سيطرت فيها حماس على قطاع غزة،وأدارتها برئيس وزرائها اسماعيل هنية الذي كان رئيس حكومة الوده الوطنيه،والذي اصبح بنظر الرئاسة الفلسطينية مقالا.
تشكلت حكومة جديدة في الضفة برئاسة سلام فياض وبتكليف من رئيس السلطة الفلسطينية، ولم تعرض على البرلمان الفلسطسني بخلاف الحكومتين السابقتين،واصبح هناك حكومتنان ، واحدة في غزة والاخرى في الضفة الغربية، وبرلمان معطل، وانقسام سياسي وجغرافي، واستمر الحال على ماهو عليه لتستبدل حكومة فياض وحكومة غزة بحكومة وحده وطنية يترأسها الدكتور رامي الحمدلله على اثر اتفاق بين حماس وفتح، لكن الانقسام لم ينتهي بل استمر، ولتاتي بعد حكومة الحمد لله حكومة جديده برائسة محمد اشتيه والتي مازالت حتى كتابة هذه السطور، ويستمر الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني الذي بدأ عام 2007 حتى اللحظة الراهنه(2020).
المحور الثالث: تطببيق أبعاد مثلث النزاع على الانقسام الفلسطيني:
- مثلث النزاع: والان سأبدأ بتطبيق مثلث النزاع على الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني والواقع بين حركتي فتح وحماس :
- التناقض: منذ الاعلان عن انطلاق حركة المقاومة الاسلامية حماس في فلسطين برز التناقض والتنافس بين حركتي فتح وحماس للسيطره على تمثيل القضيه الفلسطينية، ومحاولة كل حركة فرض فهمها وتصورها للصراع مع الاحتلال الاسرائيلي، كما قام هذا التناقض على اساس الشك، حيث يعتقد كل طرف ان الطرف الاخر نواياه السيطره على الملف الفلسطيني.
- المواقف:التناقض الموجود بين حماس وفتح ولّد مواقف تمثلت في ترسيخ صورة نمطية في ذهن كل طرف عن الطرف الاخر وعن نفسه، وقد اصبحت هذه التصورات قناعات ومسلمات لدى افراد كلِّ من حماس وفتح وبالتالي زرعت فكرة الفروق بين الحركتين واستعلاء كلٌ منهما على الاخر.
- السلوك:انتهجت الاطراف المتنازعه( فتح و حماس) سلوكا تعبّر به عن تناقضها وعن مواقفها بشكل ممارسات وافعال على ارض الواقع، واختلف السلوك من التهديدات المتبادله الى العنف اللفضي الى عنف جسدي ادى للقتل والتعذيب، وانتهت بمواجهات دمويه ادت الى انقسام الوطن الى شطرين، شطر في الضفة تحكمه فتح ممثله بالسلطه الوطنية الفلسطينية وشطر في غزة تحكمه حركة حماس.
- تطبيق مثلث العنف:
2-1- العنف الهيكلي/البنيوي:
نظرية العنف الهيكلي/البنيوي تستكشف كيف تؤدي الهياكل السياسيه،الاقتصادية والثقافية الى حدوث عنف يمكن تجنبه، ينظر اليه في معظم الاحيان انه الحرمان من الاحتياجات الانسانية الاساسية، ويرى غالتونغ ان العنف نتيجة التوزيع غير العادل للموارد،ويعتبر العنف الهيكلي هو اكثر المجالات صعوبة.[5]
وفي النزاع الحمساوي الفتحاوي يبرز بوضوح العنف الهيكلي، فقد ظهر تفرد حركة فتح في السلطه الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها وهياكلها، وبرزت عقدة الاقصاء في النظام الفلسطيني، واذدادت الازمة حده بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعيه عام 2006 و ونشوء أزمة سياسية ارتبطت بعراقيل للإنتقال السلمي للسلطة داخلية وخارجية، وبعد رفض الفصائل المشاركة في حكومة حماس، شكلت الحركة حكومتها برئاسة اسماعيل هنية الذي سلم يوم 19 مارس 2006 قائمة بأعضاء حكومته إلى الرئيس محمود عباس ، لكن الحكومة قوبلت بحصار إسرائيلي مشدد عرقل عملها، وبمحاولات داخلية للإطاحة بها من خلال سحب كثير من صلاحياتها وإحداث القلاقل الداخلية طوال 2006 م.
2-2- العنف المباشر: العنف المباشر يمكن ان يتخذ اشكالا عديده، فهو ينطوي على استخدام القوة البدنية مثل: القتل،التعذيب،الاغتصاب،الضرب، اما العنف اللفظي مثل:الاذلال، او الفساد، ويصف غالتونغ العنف المباشر بانه’’ إعاقة يمكن تجنبها لاحتياجات الانسانية والحياة الاساسية التي تجعل من المستحيل ومن الصعب على الافراد تلبية احتياجاتهم او تحقيق كامل لامكاناتهم، والتهديد باستخدام القوة معترف به على انه عنف’’[6].
وباستعراض سريع للعلاقة بين حركتي فتح وحماس، نلاحظ وجود هذا الشكل من اشكال العنف، فمنذ نشأه حركة حماس عام 1987 بدأ الصراع بينها وبين حركه فتح، وقد تعددت اشكال هذا الصراع، جزء منه كان مخفي وغير ظاهر للعلن وجزء اخر برز امام الجميع.
تنوع العنف المباشر بين حركتي فتح وحماس طيلة السنوات التي سبقت الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني عام 2007، وما تبعه، فقد جرت مواجهات في سجون الاحتلال بين اسرى حماس واسرى فتح في بدايات تشكل التيار الاسلامي في سجون ومعتقلات الاحتلال، كما كانت هنالك المواجهات في ميادين وشوارع فلسطين في الانتفاضه الاولى عام 1987، الذي كان جزء كبير منها هدفه السيطره على الميدان وفرض توجهات وقرارات الفصيل كتطبيق اغلاق او تصعيد.
استمرت المواجهات بين حركتي فتح وحماس بين شد وجذب، لكن وصلت ذروتها بعد عام 2005، ومشاركه حماس في الانتخابات البلدية والتشريعيه في فلسطين، وفوز حماس في الانتخابات التشريعيه، وتبع ذلك المواجهات الدامية صيف 2007 والتي ادت لسقوط ضحايا من الطرفين، اضافه للتعرض للتعذيب والضرب ، كما صاحب كل ذلك عنف لفظي من طرفي الانقسام.
2-3– العنف الثقافي: ما يلاحظ في النزاع الحمساوي-الفتحاوي عدم وجود عنف ثقافي وهو عنف غير مرئي، فالفصيلان يجمهم الدين الاسلامي واللغه العربية،ويختلط بينهم النسب والاختلاط الاجتماعي، ويعودان لنفس المجتمع الفلسطيني.
- تطبيق مثلث الحل:
3-1– تطبيق ركن صنع السلام: تم اجراء عدة عمليات تفاوض بين حماس وفتح، وبالفعل تم توقيع عدد من اتفاقيات انهاء الانقسام، اولها كانت في شهر فبراير عام 2007 حيث وقعت الحركتان اتفاق مصالحه في مكه المكرمه الذي لم يصمد الا اسابيع قليله، ثم تبعه في مايو 2009 ثم ورقة القاهرة في سبتمبر2009،وفي شهر مايو من عام 2011 وقعت الفصائل الفلسطينية على وثيقة الوفاق الوطني في القاهره، وفي العام الذي تلاه وتحديدا في فيراير 2012 وفي الدوحه تم التوقيع على اتفاق يقضي بتسريع المصالحه الفلسطينية، وفي عام 2014 في شهر ابريل عادت الحركتان للتوقيع على اتفاقية الشاطيء في قطاع غزة وتشكلت بموجبه حكومة وحده وطنية، على ان يتم عقد انتخابات عامه بعد ست شهور ولكن ذلك لم يحدث، لتعاود الحركتان عقد سلسلة لقاءات في القاهره عام 2016 ووصلتا لما يسمى بتصور عملي لتطبيق المصالحه وانهاء الانقسام.
رغم ان المصالحه لم تتحقق بشكل كامل، ولم ينتهي الانقسام الفلسطيني الا ان الاتفاقيات واللقاءات خطوة جيده تحتاج لمضاعفة الجهود.
3-2- تطبيق ركن حفظ السلام:
لم يكن هناك موقف دولي داعم لانهاء الانقسام الفلسطيني، بل على العكس هناك بعض الدول الغربية الساعيه لابقاء الانقسام الفلسطيني ومنع اي مصالحه حقيقة.
اما الجامعه العربية فلم تكن جديه في العمل لانهاء الانقسام الفلسطيني ولعل ذلك يعود لمصالح وعلاقات بعض الدول العربية مع اطراف الانقسام، وبالتالي لايوجد قرار دولي لحل وانهاء الانقسام وفق اليه متفق عليها.
3-3- تطبيق ركن بناء السلام:
تم تكليف دولة مصر بمتابعه ملف الانقسام الفلسطيني، واجرت القاهرة عدة لقاءات وتم التوقيع على مجموعه من الاتفاقيات، لكن فِعليّا لم يتم تطبيق كل الاتفاقيات ولم يتم انهاء الانقسام الفلسطيني، انما ما يجري هو ادارة لهذا الانقسام، مع عدم حسم من الجانب المصري وتوضيح اسباب التأخر والاطراف المسؤوله عن هذا التأخر في المصالحه.
مطلوب تواصل مسيره المصالحه مع اشراك اطراف اخرى تساهم في تسهيل عمليه المصالحه، وتعزز ما تم الاتفاق عليه بين طرفي الانقسام، وتساعد في انهاء الانقسام.
خاتمه:
لقد ساهم مثلث يوهان غالتونغ في فهم سلوك النزاع بين حركتي فتح وحماس، كما ساهم مثلث النزاع ساعد في شرح وتفسير عناصر الانقسام الفلسطيني، ويمكن استخدام هذا التطبيق لتحليل ابعاد الانقسام الفلسطيني وفهم التعقيدات التي يشتمل عليها هذا النزاع من اجل القدره على التعامل معه.
اذا لابد من التوسع في دراسة الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس من خلال مثلث النزاع، وتطوير هذه الدراسات.
المراجع:
سعداني اسمهان:تطبيق نموذج يوخان غالتونغ (مثلث النزاع) على النزاع في دارفور،مجلة الدراسات الافريقية وحوض النيل، المركز العربي الديمقراطي،2019.
مجموعة مؤلفين: العنف والسياسة في المجتمعات العربية المعاصرة،الجزء الاول،المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات،قطر،2017.
سامي ابراهيم،الخزندار:ادارة الصراعات وفض المنازعات،قطر،دار العربية للعلوم،2014.
بن عربيه،عبداللطيف: النزاع المثلث https://w.likco.cc/detail1132194.html
[1] سامي ابراهيم،الخزندار:ادارة الصراعات وفض المنازعات،قطر،دار العربية للعلوم،2014
[2] النزاع المثلث https://w.likco.cc/detail1132194.html
[3] سعداني،اسمهان:تطبيق نموذج يوهان غالتونغ(مثلث النزاع) على النزاع في دارفور،مجلة الدراسات الافريقيه وحوض النيل،المركز العربي الديمقراطي،2019
[4] بن عربيه،عبداللطيف: النزاع المثلث https://w.likco.cc/detail1132194.html
[5] سعداني،اسمهان:تطبيق نموذج يوهان غالتونغ(مثلث النزاع) على النزاع في دارفور،مجلة الدراسات الافريقيه وحوض النيل،المركز العربي الديمقراطي،2019
[6] سعداني،اسمهان:تطبيق نموذج يوهان غالتونغ(مثلث النزاع) على النزاع في دارفور،مجلة الدراسات الافريقيه وحوض النيل،المركز العربي الديمقراطي،2019