القضية الفلسطينيةدراسات

قرار ترامب بقطع المساعدات الأمريكية للسلطة الوطنية الفلسطينية، الأسباب والآثار والحلول

المال السياسي

ثامر عبد الغني سباعنه

1 – المقدمة:

المساعدات الدولية ، كانت ولازالت سيفًا ذو حدين على الدول النامية أو المُتلقية للمساعدات، ورغم شعارات التنمية والإنسانية التي تحملها تلك المساعدات إلاّ أنَّ في داخلها أثر في صنع القرار السياسي وسيادة الدولة المُتلقية للمساعدة.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر المانحين الدُوَليين للشعب الفلسطيني، إضافة للتمويل الأمريكي للأنوروا ( وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين UNRWA ) الذي لم ينقطع منذ إنشاء هذه المؤسسة الدولية التي تعد من أقدم المؤسسات الأممية الإنسانية، لكن جاء تصرف الرئيس الأمريكي ترامب بقطع المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، ليكون تصرف ترامب غير مسبوق في تاريخ العلاقات الأمريكية – الفلسطينية ويشكل تصعيد خطير وواضح في ممارسة الضغط السياسي على الفلسطينيين.

لماذا جاء هذا القرار الأمريكي ؟ ما هي أسبابه ؟ وما هي آثاره على الفلسطينيين وكيف يمكن للفلسطينيين الخروج من هذه الأزمة .

  1. 1 – المساعدات الدولية:

اختلفت التعريفات المرتبطة بالمساعدات الدولية أو المساعدات الخارجية، وإحداها تشير إلى أنها عملية دعم تقوم به الدول المانحة المقتدرة طواعية بتقديم الموارد إلى الدول المحتاجة ، أو إنها المساعدات الدولية التي تنتقل من بلد إلى بلد آخر ،أو إنها المساعدات العابرة للبحارأو الاجنبية، وعرفتها الوكالة الأمريكية للتنمية ( USAID ) أنها : تحويل طوعي للموارد العامة من دولة إلى دولة أخرى مستقلة أو لمنظمة غير حكومية مثل الأونوروا أو للبنك الدولي.

تشكل المساعدات الدولية  حوالي 0.10 % من الاقتصاد العالمي الذي يبلغ مطلع عام 2019 حوالي 143 تريليون دولار( على أساس ppp وليس ( Gdp، وتحتل الصين مع نهاية عام 2018 المرتبة الأولى في” حجم ” المساعدات الدولية ( وليس النسبة المئوية للمساعدات من إجمالي الناتج المحلي الصيني) ، وتبلغ قيمة المساعدات الصينية حوالي ( 38 مليار) تليها الولايات المتحدة (31 مليار)، ولكن لو حسبنا نسبة المساعدات إلى إجمالي الناتج القومي( وليس المحلي ) فإن الاتحاد الأوروبي يقدم 0.47% من إجمالي نتاجه وتقف السويد على رأس الدول الأوروبية بنسبة 1.40% تليها النرويج (1.05%) وليكسيمبورغ (0.93%) والدنمارك (0.85%) وهولندا( 0.76%) ، بينما في الدول العربية تقف قطر على رأس الدول العربية( 1.24%) تليها الإمارات ( 1.09 %)، أمّا الولايات المتحدة فتحتل المرتبة ال( 20 ) بين الدول المانحة من حيث نسبة ما تقدمه إلى إجمالي الناتج المحلي .  [1]

المساعدات الاقتصادية فتدل دراسات Round & Odedokun ودراسات الباحث Radelet أنّ أغلب المساعدات تذهب للدول ذات الطبقات الوسطى الأكبر وليس للدول الفقيرة ، لكن الأخطر هو المساعدات المشروطة ( Tied aid”” سرًا أو علانية) حيث تقوم الدولة المانحة بوضع شروط على الدولة المتلقية بخصوص تصرفات اقتصادية معينة لتحديد مثلا شراء سلعة معينة من جهة معينة(في الدولة المانحة أو فروع شركاتها تحديدًا )، فمثلًا تدل الوثائق المستندة لها هذه الدراسات المتخصصة أن الولايات المتحدة تضع شروطًا على مساعداتها في 75% من المساعدات، كما أن معدل المساعدات الدولية العامة المشروطة اقتصاديا هي 50% من المساعدات الدولية ، فمثلا عندما تشترط دولة مانحة على الدولة المتلقية للمساعدة الشراء من جهة معينة ، قد يترتب عليه خسائر للدولة المتلقية لأنها –الدولة المتلقية- يمكن لها الحصول على السلع ذاتها من أسواق أقل تكلفة أو أكثر رخصا . [2]

  1. 2 أنواع المساعدات الدولية:

يمكن تقسيم المساعدات الى عدة أنواع وذلك حسب هدف هذه المساعدات، ومنها:

  • المساعدات الإنسانية ، والتي ممكن أن تُقدم نتيجة الحروب أو الكوارث، وتُقدم بشكل عاجل وسريع.
  • المساعدات التي تأخذ الطابع التنموي، والتي تُقدم بهدف دفع عجلة التنمية في بلد ما.
  • الساعدات الغذائية.
  • المساعدات الأمنية.
  • المساعدات العسكريه

إضافة إلى إمكانية تقسيم المساعدات إلى :

  • مساعدات تُقدم للدول دون شروط أو قيود.
  • مساعدات تكون وفق شروط الدولة الداعمة.

  1. 3 المساعدات الدولية للفلسطينيين:

كنتيجة أساسية لتفكيك الاقتصاد الفلسطيني وتهميش قطاعاته بفعل السياسات الإسرائيلية، بات الاقتصاد الفلسطيني – بعد إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها في صيف عام 1994- يعتمد بشكل كبير على المساعدات والمعونات الدولية، لقد اعتمدت السلطة الفلسطينية على المساعدات الدولية كمصدر أساسي بل ورئيسي في تمويل موازنة السلطة ودعم مشاريعها، وفي البداية كان هدف الجهات المانحة دعم المسيرة السلمية بين الفلسطينيين و ’’الإسرائيليين’’ ،ووفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية، صرف أكثر من 35 مليار دولار في الضفة الغربية وقطاع غزة بين العامين( 1993 و2016) ، منها حوالي “24 ” مليار دولار (حوالي 70% من إجمالي المساعدات) قدمت بين (2006 و2016) ، بمعدل سنوي يقدر بحوالي ” 2.2  ” مليار دولار، وبمعدل “560 ” دولار للفرد سنويا. وتضع هذه الأرقام الفلسطينيين في مقدمة المتلقين للمساعدات الدولية غير العسكرية على مستوى العالم.

بناءً على بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ،قدّم أكبر “12” مانحًا لفلسطين، في خمس سنوات فقط ، حوالي 89% من مجموع المساعدات، وأكبر ستة مانحين، هم الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والنرويج وألمانيا وبريطانيا، حوالي 70% من مجموع المساعدات.

انقسمت مراحل المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني إلى عدة مراحل وامتازت كل مرحلة بمجموعه من المميزات ، ويمكن تقسيم هذه المراحل الى :

ووفقًا لوزارة المالية الفلسطينية، تلقت السلطة الفلسطينية بين( 2012 – 2016 ) ما يقارب “4.481” مليارات دولار من المساعدات، حوالي” 40% ” منها من مانحين عرب و”60% ” من مانحين أجانب. والمانحون الأربعة الأوائل وفق بيانات الوزارة هم الإتحاد الأوروبي (981 مليون دولار)، السعودية (908 ملايين دولار)، الأموال المقدمة من خلال البنك الدولي (872 مليون دولار)، والولايات المتحدة (477 مليون دولار).

كذلك فقد وصلت المساعدات الأوروبية، باستثناء المساعدات الثنائية التي تتعهد بها الدول الأعضاء، إلى” 5.964″ مليارات يورو من العام (2000 إلى 2015)، وقد تم توفير” 43% ” من المساعدات المقدّمة من الإتحاد الأوروبي دعما مباشرًا لميزانية السلطة الفلسطينية ،و”31% ” لصالح “الأونوروا” و10% معونات إنسانية. وفقاً للإتحاد الأوروبي، أكبر الدول الأوروبية المانحة للسلطة الفلسطينية والفلسطينيين هم ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والسويد والنرويج والدنمارك.[3]

جدول يوضح المساعدات للأراضي الفلسطينية من (2012-2014)

و لقد أظهرت بيانات للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار – بكدار، أن إجمالي المنح والمساعدات الخارجية الموجهة لفلسطين، بلغت “35.4 ” مليار دولار منذ تأسيس السلطة الوطنية منذ عام  1994 إلى عام 2017.

وتصدر الإتحاد الأوروبي البلدان والتكتلات والمؤسسات الداعمة لفلسطين، خلال تلك الفترة بإجمالي “6.7 ” مليارات دولار، تشكل نسبتها “18.4 ” بالمائة من إجمالي المنح.

في المرتبة الثانية، جاءت الولايات المتحدة بإجمالي “5.74” مليارات دولار، تشكل” 15.7″ بالمائة من إجمالي المنح، والسعودية ثالثا بـ” 3.83 ” مليارات دولار .

آلية تقديم المساعدات للفلسطينيين:

  1. 1 المال السياسي و المساعدات الأمريكية :

أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أهمية المساعدات، وأثر هذه المساعدات في التأثير في القرار السياسي للدول والجماعات  المدعومة، وقد اتخذت أمريكا من سياسة المساعدات كشكل من أشكال القوة الناعمة التي تمتلكها أمريكا.

وتعد المساعدات الأمريكية ركيزة أساسية ضمن علاقاتها الدولية، وأداة لتنفيذ سياساتها الخارجية والقوة المؤثرة في العلاقات الدولية والدبلوماسية، وتعد المساعدات الخارجية أسلوب تحافظ به الولايات المتحدة على وضع النفوذ والسيطرة حول العالم.[4]

عملت أمريكا من خلال المساعدات الخارجية على تأكيد مكانتها كقوة عظمى ودورها القيادي في مختلف المناطق، إضافة للأهداف الاقتصادية التي تحققها أمريكا من خلال فتح الأسواق للمنتج الأمريكي، وخلق نوع من التبعية الاقتصادية .

وقد أكد روبرت بوليتر مساعد وزير الخارجية الأمريكية على أهداف برامج المساعدات الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط في النقاط التالية :[5]

  • دعم الاستقرار في تلك المنطقة الإستراتيجية المهمة
  • حماية أمن إسرائيل وتأمين رفاهيتها
  • مساعدة الدول الصديقة في المنطقة على توفير متطلباتها الأمنية
  • دعم الجهود الرامية إلى حل الصراعات بالطرق السلمية وبخاصة الصراع العربي –الإسرائيلي.

تشير دراسة عالم الاقتصاد البريطاني الحاصل على جائزة نوبل Angus Deaton والذي عمل مع البنك الدولي واستنادًا لدراسته التطبيقية على دول مثل الهند وجنوب أفريقيا إلى أن المساعدات الدولية كانت سببًا واضحًا في ” تعميم الفساد في الدول النامية التي تتلقى المساعدات ولم يكن له أثر في التنمية .    [6]

إنَّ أهداف المساعدات الاقتصادية الخارجية للولايات المتحدة هو التأثير فى هياكل الإنتاج والهياكل المؤسسية في اقتصاديات البلدان المتلقية للمساعدة من أجل أحداث تغييرات تشجع على بناء توليفة اقتصادية اجتماعية مستقرة على أرضية من النمو الرأسمالي في إطار التبعية للنظام الرأسمالي الدولي وتوجه المعونة الأمريكية في الأساس نحو البنية التحتية اللازمة للاستثمار الخاص، خصوصا في القطاعات الأولية مثل الزراعة والصيد والصناعات الاستخراجية، أو صناعات تجهيز منتجات هذه القطاعات ولا تهتم المساعدات الاقتصادية الأمريكية بإجراء تحويلات هيكلية أساسية بهدف تحقيق تنمية اقتصادية ترتكز على تنويع الإنتاج وتوزيع عادل للدخل، وعلاقات متكافئة مع العالم الخارجي وفى سبيل خدمة مصالح القطاع الخاص المحلى فى الدول المتلقية للمساعدات الأمريكية، فإنه عادة ما تتم ضغوطات عديدة للتقليص من الدور الدولي في الاقتصاد وتقليص حجم القطاع العام، وإتاحة المزيد من الحوافز للاستثمار الفردي ومزيدًا من الضمانات لنشاط رجال الأعمال سواء في التجارة، أو في مجالات الإنتاج الأخرى. [7]

  1. 2 المساعدات الأمريكية للفلسطينيين:

كانت مؤشرات المساعدات الأمريكية إلى دول العالم العربي تعكس بشكل مباشر التوتر في العلاقات الأمريكية العربية ومراحل الصدام والتصالح ومحاولات التحالف ولم يحدث في فترة من الفترات منذ بدابة الخمسينات حتى الآن، أن كان هناك إجماع إستراتيجي بين الدول العربية على طبيعة العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، فدائمًا هناك محاور وصراعات بخصوص تكييف هذه العلاقات وقد ساعد على انعدام الإجماع الاستراتيجي بين الدول العربية على تكييف طبيعة العلاقات مع الولايات المتحدة، السياسة الخارجية الأمريكية، نفسها، تلك السياسة التي شهدت في طفولتها كسياسة عالمية، إخفاقًا شديدا في إقناع دول المنطقة بأهدافها الإستراتيجية، وأدواتها لتحقيق هذه الأهداف وذلك على الرغم من إدراك الولايات المتحدة أهمية العالم العربي في إستراتيجيتها العالمية وقد ارتبطت المساعدات الأمريكية إلى العالم العربي بمواقف سياسية مباشرة وتطورات إلى الأمام بالقدر الذي كانت فيه الدول العربية تقترب أكثر من الإستراتيجية الأمريكية في السياسة الخارجية، وبالتالي فقد كانت النظم العربية الراديكالية أقل حظوة بالمساعدات من تلك المحافظة التي دعمتها الولايات المتحدة.[8]

قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات للفلسطينيين كجزء من القوة الناعمة والمال السياسي التي تقدمه أمريكا لباقي الدول والمجموعات، خاصة أن لأمريكا أهداف متعددة في الملف الفلسطيني، وأهم أهدافها:

  • التأثير على القرار الفلسطيني.
  • إبقاء التبعية الاقتصادية والسياسية الفلسطينية للأمريكان
  • عدم بناء اقتصاد حقيقي ومؤسسات حقيقية قادرة على اتخاذ القرار.
  • دعم قطاعات ومحاور محددة في السلطة الفلسطينية ، خاصة المؤسسات الأمنية.
  • دعم المسيرة السلمية.

لقد تركزت المساعدات الأمريكية للفلسطينيين في ثلاث مجالات رئيسية: دعم للأونروا، المساعدات عبر الوكالة الأمريكية للمعونة USAID، ثم المساعدات الثنائية ضمن برامج السياسية الخارجية والأمنية التي تنفق من خلال عدد من الهيئات الحكومية وخاصة وزارة الخارجية.

تطور المعونة الأمريكية المباشرة للضفة الغربية وقطاع غزة، حسب القطاع الرئيسي

لقد كان للولايات المتحدة الأمريكية دورًا كبيرًا في تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية، ولكن هذا الدور كان واضحًا منذ البداية، لدعم عملية التسوية، وقد اتخذت المساعدات الأمريكية منحنىً مختلفًا بعد فوز حركة حماس، فقد توجهت لميزانية السلطة مباشرة، وعبر مؤسسة الرئاسة، وكانت المساعدات لدعم المجال الأمني بشكل كبير للسلطة، مع المحافظة على برامج الإغاثة التي تقدمها أمريكا، ولكن الحجم الأكبر من مساعداتها كان إلى المجال الأمني.[9]

  1. 1ترامب والقضية الفلسطينية :

لقد اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب سلسلة من الإجراءات والقرارات التي استهدفت القضية الفلسطينية، ويمكن اعتبارها من أكثر الإدارات الأمريكية تطبيقًا لإجراءات تضر بالقضية الفلسطينية، وتعارض القرارات الدولية، ومن بين هذه القرارات:

1ـ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل :في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلن ترامب رسميًا اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

2ـ نقل السفارة إلى القدس: بعد نحو خمسة أشهر من قرار واشنطن الأول الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، نقلت سفارتها فعليًّا من تل أبيب إلى القدس يوم 14 مايو/أيار.

3ـ إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

4- صفقة القرن: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب Donald Trump في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 عن أن لديه “صفقة” لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، تتابعت النشاطات الأمريكية على الجبهات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية في هذا الإطار، دون الإعلان الرسمي عن “نص رسمي” لبنود هذا المشروع الذي أصبح معروفاً “بصفقة القرن”[10]

5-قطع المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية:

من الضروري العودة إلى التحليل النفسي لشخصية ترامب خصوصًا في أدائه التفاوضي، فقد أجمعت التقارير العلمية الأمريكية المتخصصة في هذا المجال على أن ترامب “شرس في توظيف كل أدوات القوة التي لديه من بداية التفاوض، ولا يعرف تأنيب الضمير لما يصيب الآخرين من خسائر في التفاوض”[11]

لذا اتخذ ترامب مجموعه من القرارات للضغط على السلطة  لقبول صفقة القرن ومن بينها، قطع المساعدات الأمريكية عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، و إعادة النظر في المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية ، وحجب المساعدات عن أيّ جهود تستهدف حصول السلطة على عضوية أي من وكالات الأمم المتحدة.

  1. 2قرار ترامب بقطع المساعدات الأمريكية:

قلَّصت سابقًا الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها وفرضت حصارا اقتصاديًّا وسياسيًّا على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لإجباره على وقف انتفاضة الأقصى، كذلك منعت المساعدات والدعم عن حكومة حماس التي تشكلت بعد انتخابات المجلس التشريعي عام 2006.

في 16 يناير/كانون الثاني عام 2019، بدأت واشنطن تقليص مساعداتها لوكالة ( الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” الأونروا“)، حيث جمدت نحو 300 مليون دولار من أصل مساعدتها البالغة حوالي 365 مليون دولار،وتسبب ذلك الإجراء في مفاقمة الأزمة المالية التي كانت تعانيها وكالة الأونروا أصلا، مما دفع إدارة الوكالة إلى اتخاذ قرارات عدة أدّت إلى تقليص خدماتها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

وفي (3 أغسطس/آب  لعام2019 ) قطع كافة مساعداتها المالية لوكالة الأونروا. وفي بيان لها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إنّ واشنطن قررت عدم تقديم المزيد من المساهمات للأونروا بعد الآن.

واعتبر الفلسطينيون ذلك القرار “تصعيدًا أميركيًّا خطيرًا ضد الفلسطينيين، يهدف إلى شطب حق العودة وإغلاق قضية اللاجئين .” “[12]

إعادة النظر في المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية في ضوء سلسلة من التشريعات التي أصدرها الكونجرس الأمريكي Congress ومصادقة الرئيس ترامب عليها، وتشمل إعادة توجيه بعض المساعدات التي كانت تقدم للسلطة الفلسطينية إلى جهات أخرى، والعمل على منع وصول المساعدات لأيّ جهة أو فرد فلسطيني ممن لهم صلة بـ”الإرهاب” (أي تنظيمات المقاومة)، وحجب المساعدات عن أيّ حكومة وحدة وطنية تشارك فيها حركة حماس، وربط المساعدات بامتناع السلطة الفلسطينية عن التقدم بأيّ دعوى إلى المحكمة الجنائية الدولية، وحجب المساعدات عن أيّ جهود تستهدف حصول السلطة على عضوية أي من وكالات الأمم المتحدة، ومنع المساعدات عن كل رجال السلطة العاملين في غزة، وعن هيئات الإعلام الفلسطيني، ناهيك عن مراقبة كل النشاطات المالية للسلطة، واستثنت كل هذه القرارات المساعدات الأمريكية ذات الصلة بنشاطات التنسيق الأمني بين “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية.[13]

في 2 أغسطس/آب 2019، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في تصريحات خلال مؤتمر صحفي بمدينة رام الله إنّ الإدارة الأميركية قررت وقف كل المساعدات المقدمة للفلسطينيين.

ويشمل ذلك القرار “المساعدات المباشرة للخزينة وغير المباشرة، التي تأتي لمصلحة مشاريع بنية تحتية ومشاريع تنموية”، وفق الحمد الله.

وأصدر البيت الأبيض بيانًا جاء فيه أنّ واشنطن أعادت توجيه أكثر من 200 مليون دولار كانت مخصصة لمساعدات اقتصادية للضفة الغربية وغزة، إلى مشاريع في أماكن أخرى حول العالم. [14]

  1. 3 أسباب قرار ترامب :
  • لقد قال ترامب في خطابه أمام الجمعية العامة عام 2018 ” سنقتصر مساعداتنا الخارجية على من يحترمنا –وبصراحة – لأصدقائنا فقط “، والاحترام هنا- في رأي ترامب- هو مدى الإذعان لشروطه، وبهذا يوضح ترامب سياسته تجاه الدول.
  • أمريكا أولاً،إنه الشعار الذي رفعه ترامب وفعلًا قام بتطبيقه على أرض الواقع من خلال مجموعة قرارات وقوانين كان من بينها وقف الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية، إضافة لوقف دعم ومساعدة مجموعه من المؤسسات والمنظمات الدولية.
  • دفع الفلسطينيين لقبول صفقة القرن ، وقد هدد الرئيس الأمريكي بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية حينما قال في تغريده له على التويتر : “نحن ندفع للفلسطينيين مئات الملايين من الدولارات سنويًّا… طالما أن الفلسطينيين ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا أن نسدد لهم أيًّا من هذه المدفوعات المستقبلية الضخمة؟”

  1. 4آثار قرار ترامب بقطع المساعدات الأمريكية:

بغض النظر عن المبررات التي تتمسك بها هذه الإدارة لتفسير قرارها الجائر، إلاّ أنها لا تنكر بأن قرار قطع المساعدات يعتبر بمثابة عقاب جماعي لكل الشعب الفلسطيني، أو من قبيل توجيه رد أميركي سياسي ومالي على رفض القيادة الفلسطينية الانصياع لتوجهات إدارة ترامب بشأن القضية الفلسطينية وموقفها من القدس واللاجئين وانحيازها المطلق لسياسات إسرائيل الاستيطانية (Congressional Research Service, 2018). كما يعتبر القرار تراجعًا استراتيجيًا في الرؤية الأمريكية المعتمدة منذ عقود حول مسؤولياتها الدولية ودورها كراعي لعملية السلام في الشرق الأوسط بالتحديد. هكذا يأتي الموقف الأمريكي الجديد ليضع حدًّا لمحاولتها الدائمة للظهور بمظهر “الوسيط النزيه”، والذي لم يكن معنيًّا بتعزيز الرفاهية والحكم الرشيد للفلسطينيين بقدر ما هو معني بالدفاع عن أطماع حليفه الأمني والسياسي والاقتصادي الأكبر في المنطقة. هذا ما دفع 34 عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي لتوجيه رسالة إلى الرئيس ترامب قال  فيها: ” إننا نشعر بقلق عميق تجاه إستراتيجيتكم الرامية إلى محاولة إجبار السلطة الفلسطينية على الجلوس إلى طاولة المفاوضات عن طريق حجب المساعدات الإنسانية المقدمة للنساء والأطفال، وما هي إلا إجراء مضلل سيقود حتمًا إلى نتائج عكسية.[15]

 إنَّ من أخطر جوانب القرار الأمريكي هو حجب التمويل عن الأونروا وما يعنيه ذلك لاستدامة الوكالة المالية والخدمية، بالإضافة إلى أبعاد القرار فيما يتعلق بالموقف الأمريكي اتجاه قضية اللاّجئين الفلسطينيين. يعتبر بعض المحللين أنّ مقاطعة الأونروا تعكس نفس الأسلوب الذي تعامل به ترامب مع مسألة القدس (في “سحبها عن طاولة” المفاوضات)، أي إلغاء متدرج لما تسمى “بمسائل الوضع الدائم” التي تم ترحيلها إلى مفاوضات الوضع الدائم بحسب اتفاقيات أوسلو. حتى تاريخه، يبدو أن الأونروا استطاعت استبدال المعونات الأمريكية بزيادة تمويل من جهات أوروبية وعربية (التزامات بواقع 425 مليون دولار لتغطية عجزها). مع مطالبة بعض الدول بتبني الأونروا لإجراءات تقشفية في الإنفاق على الخدمات المقدمة لللاجئين، يحذر العديد من المراقبين من العواقب الاجتماعية الوخيمة للمزيد من التقشف في خدمات الوكالة المحدودة أصلاً في فلسطين وفي الشتات. بالتالي يبدو أنّ الاستدامة المالية للأونروا ليس بالضرورة شيئًا مضمونًا.

  1. 5 المساعدات الأمريكية والأجهزة الأمنية الفلسطينية:

مع قرار ترامب بقطع المساعدات عن السلطة الوطنية إلا انه أبقى على المساعدات المقدمة للأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي تُقدر بحوالي 60 مليون دولار سنويا[16]، إلا أن السلطة الفلسطينية تقدمت بطلب للإدارة الأمريكية لوقف هذه المساعدات.

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن المساعدات الأمريكية لأجهزة الأمن الفلسطينية ستتوقف بناءً على طلب القيادة الفلسطينية، ولتجنب دعاوى قضائية بدعم الإرهاب.وأشار عريقات إلى أن رئيس حكومة تسيير الأعمال رامي الحمد الله كان قد أرسل رسالة إلى الخارجية الأمريكية طلب فيها إنهاء التمويل في أواخر يناير2019، خشية التعرض لدعاوي قضائية بموجب قانون جديد أقره الكونغرس نهاية العام الماضي لمكافحة الإرهاب، يعرف اختصارًا باسم “أتكا”، وسيدخل حيز التنفيذ اليوم الجمعة.وأضاف عريقات أن القانون الأمريكي الجديد ينص على أن أي حكومة تتلقى التمويل الأمريكي، ستكون خاضعة لقوانين مكافحة الإرهاب الأمريكية، مشيرًا إلى أن الأمريكيين قد اتخذوا قرارهم “لكننا سنواصل المشاركة في مكافحة الإرهاب في المنطقة. ” ” [17]

5 المساعدات الأمريكية للفلسطينيين في ظل الكورونا:

استمر تعليق المساعدات الأمريكية المقدمة للفلسطينيين على مدار عامين، تم خلالها تصفية مختلف مصادر الدعم باستثناء المساهمة في بناء المستشفى الأمريكي الميداني شمال قطاع غزة، التي جاءت عبر منظمة “سفن الصداقة” الأمريكية”، (منظمة غير حكومية)، في تشرين الأول/أكتوبر 2019. ثم جاء إعلان الخارجية الأمريكية عن منحة عبر الوكالة الأمريكية للتنمية بقيمة”5 “مليون دولار، كمساعدة فورية للاستجابة لأزمة كورونا في الضفة الغربية.

على الرغم من أن دعم المستشفى الأمريكي جاء عبر منظمة غير حكومية، إلاّ أنّ ذلك لا يعدّ مؤشرًا على توجه لاستبدال القنوات الرسمية للدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية بقنوات بديلة كمؤسسات المجتمع المدني والمجمعات الكنسية وغيرها، في ظل سياسة أمريكية خارجية ركيزتها الأساسية قائمة على الدعم الرسمي المقدم للدول.

دفعت هذه السياسة الكونغرس، في كانون الأول/ديسمبر 2019، إلى المصادقة على قانون موازنة العام المالي 2020، وتخصيص 150 مليون دولار ضمن الموازنة لدعم للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية على النحو التالي ” 75 ” مليون دولار مساعدة لقوات الأمن التابعة للسلطة، و”75″ مليون لدعم البرامج والمؤسسات الإنسانية غير المرتبطة مباشرة بالسلطة، بما في ذلك مستشفيات القدس الشرقية .[18]

أعقب الإعلان عن المنحة الأخيرة، مطالبة “59” عضوًا في الكونغرس الأمريكي الإفراج الفوري عن التمويل الأمريكي للأونروا؛ لتمكينها من مواجهة وباء كورونا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حيث دعا الأعضاء في عريضة موقعة أرسلت إلى كيلي كرافت، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إلى توفير الدعم اللازم للمستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية لتمكينها من مواجهة وباء كورونا.[19]

إن المنحة الأخيرة المعلن عنها بقيمة 5 مليون دولار، لا تمثل سوى جزء يسير من متوسط حجم الدعم السنوي الأمريكي قبل قرارات إدارة ترامب بتعليقه، إلا أنها اعتبرت اختراقا في جدار السياسة الأمريكية المعلنة في هذا الإطار،لا يزال من المبكر الجزم حول مستقبل المساعدات المقدمة في ظل العديد من الاعتبارات المتعلقة بقرارات السلطة، والرؤية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، وقانون مكافحة الإرهاب، في حين يمكن القول إن الحسابات الداخلية وحالة الاستقطاب بين البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي من أبرز العوامل التي دفعت الإدارة الأمريكية إلى المبادرة بالإعلان عن تقديم المنحة، مستغلة أزمة كورونا كغطاء لذلك، وتبقى دوافع الكونغرس بصبغته الديمقراطية لملاحقة ترامب وتقييد سلوكه على صعيد المساعدات الخارجية، مرتبطة بشكل أساسي بالحسابات الحزبية بين الجانبين، في حين قد نرى تراجعا عن قرارات قطع الدعم في حال وصول الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، ولأسباب تتجاوز مجرد الدوافع الإجرائية إلى إعادة النظر في رؤية إدارة ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .[20]

  1. الحلول المقترحة للتعامل مع قرار قطع المساعدات:
  • إضافة إلى أن المطلوب فلسطينيًّا إعادة رسم الخطط التنموية ومراجعه شاملة للمساعدات الخارجية المقدمة للسلطة مع وضع أولويات لإدارتها الإدارة السليمة وفق الحاجة الفلسطينية ودعم الزراعة والإنتاج الوطني .
  • توسيع نطاق الشراكات الدولية، وتكثيف جهودها للحصول على أموال من مانحين خارجيين جدد.
  • ينبغي تجنب أي قيود قانونية على تراكم الدين الحكومي. يضع مثل هذا الموقف حدا تعسفيًا للتمويل الحكومي، بينما يتجاهل مواقف الادخار والاستثمار في القطاعات الأخرى. طالما لم يتم فرض حد ملزم للدَّين العام، يمكن للحكومة الحصول على ائتمان إضافي مع سلطة النقد الفلسطينية، حيث يبدو أن هناك مجال للمناورة. تستطيع سلطة النقد بدورها تعزيز قدراتها من خلال تعاون أوثق مع بنك إسرائيل المركزي، والذي يجب على الأقل أن يتضمن إنشاء تسهيل ائتماني يسمح بالوصول إلى الاحتياطيات للشيكل الإسرائيلي. [21]
  • مطلوب إيجاد بديل عربي للمساعدات الأمريكية للمساهمة في تخفيف التبعية الاقتصادية والسياسية ، ولإعطاء قوة للقرار الفلسطيني مقابل الضغط الأمريكي – الإسرائيلي.
  • إلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية الموقعة بين الفلسطينيين و ’’الإسرائيليين’’لأنها كبَلت الجانب الفلسطيني وأبقته في موقف الضعيف المحتاج.
  • ضرورة التأكيد عبر دبلوماسية هادئة بأن المساعدات العربية هي حق للشعب الفلسطيني في المقام الأول للحد من الأزمة ومحاولات تجويعه وإخضاعه من قبل الجيش الإسرائيلي.

  • العمل الجاد على استغلال الموارد المتاحة والمتوفرة في الأراضي الفلسطينية واستثمارها بشكل كامل يضمن تحويلها لمصدر داعم للاقتصاد الفلسطيني.
  • دفع الدول العربية للمستحقات التي تعهدت بها في القمم العربية لدعم الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع من خلال صندوق الأقصى وصندوق القدس.

والأهم يجب إعطاء بُعد عربي للأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الفلسطيني الأسير، ولا يمكن أن نرى اقتصادًا فلسطينيًّا ينطلق انطلاقة حقيقية بعيدًا عن مخاطر التمويل الدولي، دون أن يكون هناك مؤشرات ذات دلالة تؤكد في المستقبل القريب على رفع نسبة التجارة البينية بين الاقتصاد الفلسطيني والاقتصاد العربي عبر رفع الرسوم عن البضائع الفلسطينية وترويجها في الأسواق العربية.

وكذلك لا يمكن الحد من مخاطر المساعدات الدولية المشروطة دون إحلال المساعدات العربية المباشرة للسلطة الوطنية الفلسطينية بعيدًا عن الإملاءات الأميركية ما أمكن ذلك، عندئذ يمكن القول إننا سنشهد اقتصادًا فلسطينيًّا سيخطو نحو تنمية مستقلة بعيدًا عن الابتزاز الإسرائيلي والأميركي. [22]

  1. المراجع :

إشتيه،محمد،الاقتصاد الفلسطيني في المرحلة الانتقالية،المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والأعمار،فلسطين 2011.

الترتير،علاء،رصد تمويل المانحين للأراضي الفلسطينية المحتلة،فلسطين ،2016

العامودي،معاذ،اثر المساعدات الأمريكية المقدمة للسلطة الفلسطينية على القرار السياسي الفلسطيني في الفترة ( 1994 – 2009) رسالة ماجستير ،الجامعة الإسلامية، 2013.

قطع المساعدات الامريكية المقدمة لفلسطين:الابعاد الاقتصادية والاجتماعية وسبل مواجهتها، معهد ابحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني،فلسطين 2019.

ياسين،سائد،المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية ودورها في تحقيق التنمية السياسية في الضفة الغربية ( دعم الجهاز الأمني نموذجا) رسالة ماجستير،جامعة النجاح الوطنية،فلسطين،2014

ناي،جوزيف،القوة الناعمة،السعودية،2007.

عبدالفتاح،سيف،المساعدات الخارجية والتنمية في العالم العربي،المركز العربي للدراسات السياسية،الاردن،2001.

العمرو،ثروت،المساعدات الأمريكية والتحول الديمقراطي في الاردن،الطبعة الأولى ، الأردن،2004.

اشتيه،محمد،الاقتصاد الفلسطيني في المراحل الانتقالية، فلسطين،2011.

جرجس،فواز،السياسة الأمريكية تجاه العرب كيف تصنع ومن يصنعها؟،مركز دراسات الوحدة العربية،لبنان،2000.

العامودي،معاذ،اثر المساعدات الأمريكية المقدمة للسلطة الفلسطينية على القرار السياسي الفلسطيني(1994-2009) رسالة ماجستير الجامعة الإسلامية،2013.

قطع المساعدات الأمريكية المقدمة لفلسطين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وسبل مواجهتها،معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني،2019

علاية،موسى،المساعدات الخارجية بين الأهداف الإستراتيجية والفواعل والمؤثرات الداخلية في الدول المانحة،مجلة سياسات عربية

المقالات:

القياتي،محمد.المعونات الامريكية سلاح السيطرة على العالم،شبكة ANN الاخبارية،2012 http://www.anntv.tv/new/ShowSubject.aspx?ID=35621

عبد الحي،وليد، فخ المساعدات الاقتصادية والثمن السياسي ، https://www.masarat.ps/article/5156/%D9%81%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A

لسهلي،نبيل.السلطة الفلسطينية والحد من أزمة المساعدات الدولية،الجزيرة نت https://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2007/2/22/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9

التقدير الاستراتيجي110 الافاق المستقبليه لصفقة القرن الامريكية، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات،

[1] عبدالحي،وليد،فخ المساعدات الخارجية والثمن السياسي، https://www.masarat.ps/article/5156/%D9%81%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A

[2] المصدر السابق

[3] الترتير،علاء، نظره  في المساعدات الدولية للفلسطينيين

https://www.alaraby.co.uk/opinion/2018/1/5/نظرة-في-المساعدات-الدولية-للفلسطينيين

[4]العمرو،ثروت،المساعدات الأمريكية والتحول الديمقراطي في الأردن،الاردن،2004(بتصرف)

[5] المصدر السابق

[6] عبدالحي،وليد،فخ المساعدات الخارجية والثمن السياسي،

[7]القياتي،محمد.المعونات الامريكية سلاح السيطرة على العالم،شبكة ANN الاخبارية،2012 http://www.anntv.tv/new/ShowSubject.aspx?ID=35621

[8] المصدر السابق

[9] العامودي،معاذ، اثر المساعدات الأمريكية المقدمة للسلطة الفلسطينية على القرار السياسي الفلسطيني 1994-2009،رسالة ماجستير للجامعة الإسلامية،2013

[10] التقدير الاستراتيجي110 الآفاق المستقبلية لصفقة القرن الأمريكية، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، https://www.alzaytouna.net/2019/02/11/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a-110-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8/#.Xv7cSj9ubIU

[11] التقدير الاستراتيجي110 الأفاق المستقبلية لصفقة القرن الأمريكية، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات،

[12]الجزيره،قرارات ترامب السبعه لتصفية القضية الفلسطينية، https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2018/9/10/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9

[13] التقدير الاستراتيجي110 الأفاق المستقبلية لصفقة القرن الأمريكية، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات،

[14] المصدر السابق

[15] قطع المساعدات الأمريكية المقدمة لفلسطين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وسبل مواجهتها،معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني،فلسطين،2019

[16] اليوم توقف المساعدات الأمريكية للأجهزة الأمنية الفلسطينية، دنيا الوطن، https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2019/01/30/1213216.html

[17]Rt Arabic، 1/2/2019 https://arabic.rt.com/middle_east/998434-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B6%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9/

[18] Congress Agrees on $150m in Aid to Palestinians, Reversing Trump Policy, Haaretz, Dec 2018: bit.ly/2z2WyQn

[19]Remarks by President Trump in Press Briefing, White House, Apr 2020: bit.ly/2SuG5v0

[20] سمرة،احمد: وباء الكورونا والمساعدات الأمريكية للشعب الفلسطيني https://arabi21.com/story/1274031/%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A

[21]قطع المساعدات الأمريكية المقدمة لفلسطين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وسبل مواجهتها،معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني،فلسطين،2019

[22]السهلي،نبيل.السلطه الفلسطينية والحد من ازمة المساعدات الدولية،الجزيرة نت https://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2007/2/22/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى