أجهزة أمن السلطة وجهاً لوجه مع ثوار جبل صبيح

هيئة التحرير
تزامنت حملة الاعتقالات التي قام بها جهاز الأمن الوقائي ضد عدد من شبان بلدة بيتا ومن الناشطين في الدفاع عن جبل صبيح، مع عمليات التجريف التي قام بها جيش الاحتلال، في منطقة ”كرم نمر“ لتخريب الطرق أمام المتظاهرين ولمنع وصولهم لنقاط الاشتباك.
وتستهدف الحملة الأمنية التي قامت بها السلطة ضرب حالة التنسيق الوطني الميداني في مدينة نابلس والتي كانت متقدمة وفاعلة، حتى على مستوى حركة فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى، لذلك ما يقوم به الأمن الوقائي ضد شخصيات محسوبة على الجهاد الإسلامي وغيرهم يستهدف بالدرجة الأولى التخريب على التنسيق الفصائلي والوطني في المدينة.
كما أن هذه الحملة التي تأتي قبل ساعات من انطلاق مظاهرات يوم الجمعة لا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي الذي بات يعمل جاهداً على منع العمل المقاوم والشعبي في الضفة المحتلة، في ظل بروز منطقة بيتا وبرقة وغيرها باعتبارها نموذج نضالي مُتقدم لمواجهة الاستيطان.
إن التنسيق الأمني والميداني بين الاحتلال وأجهزة أمن السلطة يستهدف تفكيك واستباق أي جهد فلسطيني لتشكيل مظلة وطنية لحماية الثوار في جبل صبيح وغيرها من المناطق. ويشير تصاعد التنسيق الأمني في ظل غياب البرنامج والأفق السياسي للسلطة أن لقاء راس العين بين عباس وغانتس، واللقاء بين ماجد فرج ويائير لابيد، باتت تظهر مفاعيله بصورة واضحة في عمل مشترك بين الاحتلال وأجهزة أمن السلطة لاستهداف الروح النضالية المتصاعدة بما يخدم أمن الاحتلال ومستوطنيه، وهو ما يثير المخاوف وطنياً من تبعات وتأثيرات حالة التنافس الداخلي في أوساط فتح والأجهزة الأمنية والتغيرات الهيكلية التي طرأت على بعض المناصب الأمنية في تعزيز هذا التوجه.
وسط هذه الحملة التي استهدفت أبناء بيتا ليلًا، وفي هذا البرد القارس، الذي تعرضوا فيه للسحل والضرب أمام عائلاتهم، لن تتمكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تفتيت عضد شعبنا وأبناء مدينة نابلس الذي رفضوا النزول عن الجبل وقرروا أن يستكملوا طريقهم لمواجهة الاستيطان والمستوطنين في مشهد وطني يحق لكل فلسطيني وحر أن يفخر به.
من المهم التأكيد على رمزية وبطولة أبناء بيتا الذين طالتهم يد أجهزة أمن السلطة مثل بلال جهاد حمايل، وعبد الرؤوف الجاغوب (أسير سابق، ووالد أسير حاليًا)، ومعتصم دويكات الذي خرج قبل أيام من سجون الاحتلال على خلفيّة مواجهات الجبل، وخرج شقيقه قبل يومين من الاعتقال لدى الأجهزة الأمنية.