القضية الفلسطينية
بوصلة فلسطينية – العدد الثالث عشر –

رأي البوصلة
- يحاول الاحتلال الإسرائيلي الترويج لنشاطه الدبلوماسي في المنطقة باعتباره مدخلاً لتشكيل تحالفات استراتيجية تقوم على رعاية المصالح المتبادلة والتصدي للتهديدات المشتركة، غير أن الوقائع على الأرض تؤكد أن جهات صنع القرار لدى الاحتلال مُنيت بخيبة أمل كبيرة عقب خسارة ترامب وتراجع حماسة الحلفاء الجدد تجاه تشكيل تحالفات دفاعية، وفي الوقت الذي عولت فيه دول مثل السودان على العلاقة مع الاحتلال لجلب الرفاه الاقتصادي والاستقرار السياسي بات واقع البلاد أكثر صعوبة من كافة النواحي، كما أن الإمارات التي أوهمها الاحتلال بقدرته على تحسين بيئتها وقدرتها الدفاعية، تعرضت صفقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة لانتكاسة مؤخراً، وتعرضت أبوظبي لاستهداف صاروخي أثر على سمعتها الاقتصادية.
- واليوم يجد الاحتلال نفسه معزولاً في الموقف من الاتفاق النووي الإيراني في ظل سياسة الإدارة الأمريكية التي تقوم على “الدبلوماسية أولاً”، لاسيما أن الحديث في الأروقة الدبلوماسية يشير لإمكانية التوصل لاتفاق نووي جديد خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو ما يعني أن السياسات التي عول عليها الاحتلال خلال السنوات الماضية لحشد دول المنطقة ضد إيران بالاعتماد على استراتيجية “الضغوط القصوى” تبين فشلها، على العكس تماماً تحولت الإنجازات لخيبة أمل وفشل استراتيجي.
- مثل هذه التطورات تؤكد أن الدعاية السياسية والإعلامية التي يقوم بها الاحتلال حول قدراته الدبلوماسية لا تعكس حقيقة عجزه وأزماته المركبة، وهو ما يستدعي عملاً على توسيع نطاق الأزمات التي يعاني منها الاحتلال من خلال استمرار العمل على نزع شرعيته ومحاصرة نفوذه في المنطقة وصولاً لهزيمته ودحره.
- وتبدو دول المنطقة اليوم أحوج ما تكون لتعزيز أواصر التنسيق والعمل المشترك بعيداً عن الهيمنة الغربية والمؤامرات التي يقوم بها الاحتلال وأعوانه في ظل الاستهداف لمقدسات المسلمين في القدس وتصاعد أعمال الاستيطان والتهويد.
الأسبوع المقبل
- الحراك الاجتماعي في الخليل يلوح بالتصعيد مجدداً: يواصل حراك “بدنا نعيش” في مدينة الخليل في الحشد لتظاهرة يوم الأربعاء المقبل في حال تخلّف الحكومة عن تنفيذ وعودها، ومن المفترض طرح مطالب الحراك في جلسة الحكومة يوم الإثنين المقبل، وينتظر مسؤلو الحراك رداً من طرف الحكومة يوم الثلاثاء كحدّ أقصى.
وذلك بناءً على وعود وزير الاقتصاد خالد العسيلي الذي التقى بمنسقي الحراك في الخليل، ووعد بتقديم خطوات حكومية قائمة على تخفيض الضرائب ودعم المنتج الوطني. يذكر أن قيادة السلطة استشعرت خطورة الأحداث في الخليل، وهو ما دفع وزير الداخلية لعقد اجتماعين مع مدراء الأجهزة الأمنية خلال 48 ساعة، في مقر قيادة منطقة الخليل، وشارك في الاجتماع أمناء سر أقاليم حركة فتح في محافظة الخليل، ووزير الاقتصاد. ويؤكد قادرة الحراك أن الغضب الذي بدأ من الخليل آخذ بالتوسع مع وصوله لمدن نابلس ورام الله، واقدام المتظاهرين في أخر خطواتهم الاحتجاجية لقطع طريق جبل النار، الذي يفضل شمال الضفة عن جنوبها. - حلقة جديدة من برنامج “ما خفي أعظم” حول اغتيال نزار بنات: ستعرض قناة الجزيرة يوم الجمعة المقبل، حلقة جديدة من برنامجها الاستقصائي، الذي خصصته هذه المرة للحديث حول جريمة اغتيال الناشط الفلسطيني، نزار بنات، ويعمل البرنامج على تتبع خيوط الجريمة وتفاصيلها لكشف نتائج جديدة من خلال تحقيقي ميداني يقدمه تامر المسحال. ويذكر أن قناة (فرانس 24) عرضت مقاطع حصرية قبل أيام -قالت إنها التُقطت من كاميرات مراقبة- لاعتداءات أمن السلطة الفلسطينية على الناشط بنات، عقب اعتقاله ونقله إلى أحد المستشفيات حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
- استمرار حالة التصعيد داخل سجون الاحتلال: أغلق الأسرى الفلسطينيون، مساء السبت الماضي، جميع الأقسام في السجون الإسرائيلية، في خطوة للتعبير عن رفض الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في السجون. يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه إدارة السجون الإسرائيلية إجراءاتها التنكيلية العقابية الممنهجة بحق الأسرى، والذي كان آخرها الحرمان من زيارة الأهل و“الكنتين“ (الشراء من متجر السجن)، ومحاولتها إجراء تغيير واسع على نظام ”الفورة“.ومن المتوقع أن يستمر الأسرى في برنامجهم النضالي الذي يرتكز على التمرد ورفض قوانين إدارة السجون، عبر إغلاق الأقسام والامتناع عن الخروج للفحص الأمني اليومي وللساحات. في حين صدرت دعوات لتنظيم فعاليات واعتصامات داخل المؤسسات التعليمية في الضفة المحتلة للتعبير عن حالة التضامن مع الأسرى داخل السجون.
- تضييق قوات الاحتلال على أهالي الشيخ جراح لا يزال مستمراً: سيشهد حي الشيخ جراح أسبوعاً آخر من الاعتداءات الصهيونية على سكانه في ظل تضييق الاحتلال الخناق على سكان الحي والاعتداء على السكان والمتضامنين. ويواصل عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير حشد المستوطنيين في المنطقة وقام مؤخراً بوضع مكتبه في أرضٍ مقابلة لمنزل عائلة السعو على بعد أمتار من أرض عائلة سالم في الجزء الغربي من حي الشيخ جراح، شرق مدينة القدس المحتلة.في حين يعتزم أصحاب المنازل المهددة بالهدم في مدينة القدس المحتلة تصعيد خطواتهم الاحتجاجية في الأيام المقبلة، في حال لم ترضخ بلدية الاحتلال الإسرائيلي لمطالبهم بوقف سياسة الهدم، والتي تصاعدت وتيرتها بشكل كبير منذ بداية العام الجاري.
- رئيس كيان الاحتلال يزور اليونان: من المقرر أن يزور رئيس الكيان، إسحاق هرتسوغ، اليونان الأسبوع المقبل قبل زيارته لتركيا في مارس للتأكيد على أن دفء العلاقات مع تركيا لن يؤثر على العلاقات مع خصميها اليونان وقبرص. وقد حرص المسؤولون الإسرائيليون على التأكيد أن تحسن علاقتهم مع تركيا لن تأتي على حساب العلاقات الوثيقة التي أقيمت مع اليونان وقبرص. وشارك رئيس التخطيط الاستراتيجي في جيش الاحتلال، تال كيلمان، خلال الأيام الماضية في اجتماع ثلاثي مع نظرائه من اليونان وقبرص ، لتسليط الضوء على أهمية “التحالف الثلاثي”.
- اتفاق نووي جديد مع “إيران”: تقدر حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بأنّ القوى الكبرى ستتوصّل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران الأسبوع المقبل. ويستعد رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت، لتوجيه خطابٍ حول الملفّ الإيراني قريبًا. وأكدت الخارجية الأمريكية أنها لا تستبعد إمكانية إبرام اتفاق لإحياء الاتفاق النووي الإيراني في غضون أيام شرط جدية طهران بهذا الشأن.
اتجاهات فلسطينية
- زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى رام الله: اجتمعت بيلوسي مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في رام الله، وجرى الحديث حول العلاقات الثنائية بين الطرفين، في ظل الجمود السياسي الحاصل وغياب أفق استئناف المفاوضات مع السلطة، كما أن مخرجات الحوار الاقتصادي الأمريكي الفلسطيني لاتزال مسقوفة بتعهد أمريكي بعودة المساعدات الامريكية للقطاع الخاص ومكونات الشعب الفلسطيني دون وجود دعم مباشر الى خزينة الحكومة الفلسطينية. وتتوقع قيادة السلطة مزيداً من الزيارات لأعضاء كونغرس أمريكي ومسؤولين أوربيين خلال الأسابيع المقبلة، في ظل وجود تخوف من تراجع الاتحاد الأوروبي عن تعهداته بتحويل أموال لميزانية السلطة خلال الفترة المقبلة.
- أمن السلطة في نابلس يقمع والاحتــلال يغتال: سيطر مشهد اغتيال قوّات الاحتلال في نابلس لثلاثة من الشبان الفلسطينيين الذين ينتمون لحركة فتح على حالة النقاش العام في الضفة، فيما على الطرف الآخر كان هناك قمع ممنهج قامت به قوى الأمن لحفل استقبال الأسير المحرر عنان بشكار من مخيم عسكر، المشهدان شكلا حالة غضب كبير في الوسط الفلسطيني، وسط اتهامات مباشرة للأمن الفلسطيني بالتعاون مع الاحتلال. هذه المشاهد تؤكد التوجه العام لأفراد وقيادات الأجهزة الأمنية والذي بات لا يكترث بتوجهات الشارع.
- مشاركة فاعلة في المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية: مع انتهاء تسليم القوائم للجنة الانتخابات اتضح أنّه من بين ال 60 بلدية الأهم والأكبر فإنّ الانتخابات ستجري تنافسيا، حيث لم يكن هناك توافق الا في عدد محدود جدا فيها، وقد اتضح أنّ القوائم المستقلة هي صاحبة الحظ الأكبر لتشكيل المجالس البلدية القادمة، ففي المدن الكبرى، الخليل، البيرة، نابلس، قلقيلية وكذلك طولكرم وبلديات جنوب الخليل فإنّ المنافسة ستكون على أشدها في ظل غياب فتح الرسمية عن بعض البلديات واعتمادها على مجموعة من القوائم بعد فشلها في جمع شمل القوائم في الكثير من المناطق. وتأخذ الانتخابات البلدية اهتماما جيدا من قبل الشارع الفلسطيني خاصة أنّها مرتبطة بشكل مباشر بالخدمات التي يتلقاها المواطن مباشرة، كما يُنظر اليها على أنّها مؤشر مهم في تحديد وزن التيارات المختلفة، ورغم مقاطعة حماس رسميا لها، لكن الشارع يدرك أنّ الأشخاص المحسوبين على الحركة يُشاركون بقوّة في غالبية المناطق.
- انتصار الحركة الطلابية واستقالة الأتيرة في جامعة بير زيت: شكل استقالة القائم بأعمال عميد شؤون الطلبة في الجامعة عنان الاتيرة، انتصارا للحركة الطلابية في جامعة بيرزيت. الانتصار عبر عن حالة ارتياح في الشارع الفلسطيني واطمئنان على الحالة الطلابية في الجامعة، حيث أنّ الحركة الطلابية في الجامعة هي بمثابة العنوان الأهم للعمل الطلابي المتنوع، وساحة التنافس الحرّ ربما الوحيدة، الأمر الذي بعث على الشعور بإمكانية مواجهة السطوة الأمنية التي تحاول العبث في كل المكونات والشرائح المجتمعية هنا.
نظرة على الشأن الصهيوني
توجهات وقرارات حيال القضايا الفلسطينية:
- كشفت جمعية إلعاد الاستيطانية ، أنها اختتمت الحفريات التي قامت بتنفيذها مع ما يسمى بسلطة الآثار والبلدية في جبل المكبر وأنها حصلت على مصادقة البلدية للشروع ببناء مركز سياحي ضخم في اعلى سفوح جبل المكبر، قرب مقر المندوب السامي – الأمم المتحدة.
- بدأت ما تسمى بالسلطات المحلية في مستوطنة ايتمار المقامة على أراضي المواطنين الى الجنوب من مدينة نابلس بتنفيذ مخطط لبناء حي استيطاني جديد كان أعلن عنه سابقًا وهو عبارة عن حي يضم 100 وحدة جديدة
- رحبت حكومة الاحتلال بتوجه الحكومة الأسترالية لتصنيف حركة حماس بكافة أذرعها كـ “منظمة إرهابية” .
- طلبت إدارة بايدن من حكومة الاحتلال اتخاذ خطوات لتجنب المزيد من التصعيد، والعمل على استعادة الهدوء في حي الشيخ جراح.
- حذر وزير جيش الاحتلال من خطورة التماهي مع موجة العنف في الشيخ جراح، معتبراً أن بن غفير يعمل ضد المصالح الأمنية.
قضايا داخلية وإقليمية لها تأثير على القضية الفلسطينية:
- اتفقت البحرين و”إسرائيل” على إنشاء خطة ثنائية مدتها عشر سنوات تعرف بـ”استراتيجية السلام الدافئ المشتركة” تكون بمثابة خارطة طريق
- ستصل وزيرة الاقتصاد الإسرائیلیة، أورنا باربیفاي، إلى المغرب، في زيارة سيتخللها توقيع اتفاق للتعاون الاقتصادي والتجاري.
- أعلن الاحتلال أنه سيبدأ بضخ المزيد من الغاز إلى مصر عبر مسار جديد يمر بالأراضي الأردنية، بنهاية فبراير/ شباط الجاري.
إطلالة معرفية:
- تقرير يسلط الضوء على لواء الاستيطان الذي يعتبر بمثابة ذراع لحكومة الاحتلال في الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية.
- عمل لواء الاستيطان، عبر السنوات، على تمويل وإنشاء آلاف المشاريع الاستيطانية، وتوزيع الأموال دون إشراف، ومنح قروض للمستوطنين (دون تحصيل الديون)، وساعد في إنشاء مئات المشاريع غير القانونية، وأصبح لواء الاستيطان بمثابة خط أنابيب لتحويل الأموال للمشاريع غير القانونية التي لا تستطيع الحكومة تمويلها بشكل مباشر.
- للمزيد:https://tinyurl.com/35vw5h9r
مؤشرات وقضايا ينبغي متابعتها
- إلحاق منظمة التحرير ب”الدولة”: كشفت مصادر صحفية عن مرسوم رئاسي بشأن منظمة التحرير ينص على إتباعها ب”دولة فلسطين”. وجاء في نص القرار الذي يشرح دوائر الدولة، وفي بنده الأول “منظمة التحرير الفلسطينية، ودوائرها، ومؤسساتها، والمؤسسات التابعة لها” كما يتبع لها وفق نص القرار الحكومة والوزارات والمؤسسات الحكومية. غير أن هذا المرسوم أثار موجة من الانتقادات في صفوف الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس.
وهو ما استدعى بياناً عن المستشار القانوني لمحمود عباس أكد تغيير قرار الرئيس بمرسوم آخر يحدد بشكل كامل استقلالية منظمة التحرير الفلسطينية، معتبرًا أنه لا يمكن القبول بأن تكون المنظمة تابعة لأي جهة. - تخوف أمني إسرائيلي من تصعيد مطلع شهر رمضان المقبل: حذرت وثيقة أمنية إسرائيلية من تفجر الأوضاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة مطلع شهر رمضان المقبل. والوثيقة عبارة عن رسالة بعث بها قائد فرقة للضفة الغربية بجيش الاحتلال العميد آفي بلوت للقادة العسكريين. وقال بلوت إن “مواد الاشتعال موجودة بالفعل، ينقصها فقط عقود ثقاب لإشعال المنطقة برمتها”. واعتبرت الوثيقة أن أيام رمضان المقترنة بالأعياد الإسرائيلية، كما ثبت سابقا، ستوفر عددا غير قليل من أعواد الثقاب من هذا النوع. ويحل شهر رمضان مطلع شهر أبريل المقبل، والذي يشهد أيضا عيد الفصح اليهودي (بين 15-22). من جهتها عملت الجمعيات الاستيطانية اليهودية على مزيد من التوتر بتعبئة عناصرها وحشدهم للهجمة الكبرى على المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المقبل، الذي يتزامن مع نيسان العبري ويتخلله خمس مناسبات وأعياد لليهود. يذكر أن إدارة بايدن، حثت المسؤولين الإسرائيليين مؤخرًا على اتخاذ خطوات استباقية لخفض التوترات.