أخر الأخبارالقضية الفلسطينيةمستجدات سياسية
بوصلة فلسطينية – العدد الثاني والعشرون–

رأي البوصلة
- تجسدت وحدة الجبهات مرةً أخرى بتكاتف أبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجدهم لحماية المسجد الأقصى، وهو ما ظهر في احتشاد المرابطين والمعتكفين في ساحات المسجد وتصديهم لشرطة الاحتلال ومنظومته الأمنية، إضافة لنقاط المواجهة التي اندلعت في مدن الداخل والضفة الغربية، عدا عن تلويح المقاومة في قطاع غزة بالتصعيد واستعدادها وتأهبها لتثبيت المعادلات التي تحققت في معركة “سيف القدس”.
- وأكدت هذه التطورات على أن المقاومة الفلسطينية لاتزال الأقدر على فرض المعادلات مع الاحتلال الإسرائيلي والأكثر تعبيراً عن تطلعات الشارع الفلسطيني، غير أن تصاعد أجندة الاحتلال الاستيطانية وتأثيرات الأزمة السياسية وزيادة دور الجماعات الدينية الصهيونية يستدعي زيادة التأهب والاستعداد فلسطينياً لصد هجمات التهويد ومحاولات الاستيلاء على المسجد الأقصى تحت عناوين التقسيم الزماني والمكاني.
- إن قدرتنا على مواجهة الاحتلال وإفشال مساعيه عبر معارك وجولات متعددة مثل هبة باب الرحمة ومنع “قرابين الفصح” وإفشال “مسيرة الأعلام” يخلق بيئة مواتية لإلحاق مزيدٍ من الهزائم بالمشروع الصهيوني، لاسيما أن هذه المعركة تحتاج لنفس طويل وتأهب دائم وقدرة عالية على الإسناد والاستمرارية.
- وتبرز أهمية استثمار هذه البيئة لتعزيز قدرات وإمكانات الصمود والمواجهة في مختلف أماكن التواجد الفلسطيني وعدم الركون إلى جبهة بعينها، إذ أن النجاح في كسر استراتيجية الاحتلال يستدعي تعدد الجبهات وتشتيت جهود مؤسسات العدو وإرهاقها. لاسيما أن الاحتلال حاول التعامل مع الشعب الفلسطيني كتجمعات وليس كشعب موحد، لذلك تبرز معادلة توحيد الجبهات باعتبارها شكل من أشكال الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية بل ومدخلاً أساسياً لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على ضوء هذه الوحدة.
الأسبوع المقبل
- أسبوع حاسم في تحديد مسار الأحداث: تُقدر المؤسسة العسكرية والأمنية لدى الاحتلال أن الأسبوع القادم سيكون حاسماً للحد من التدهور الأمني، ومع ذلك فإن جيش الاحتلال سيحافظ على على يقظة عالية في الضفة الغربية وفي فرقة غزة، مع قوات مدرعة ومشاة إضافية. كما أن شرطة الاحتلال ستواصل انتشارها في القدس وخاصة البلدة القديمة. وسيعمل الاحتلال على تعزيز هيمنته الأمنية من خلال فرض قيود جديدة على المصلين الفلسطينيين القادمين إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك يوم الأربعاء القادم، مع قرب ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك. وسيحرم الاحتلال الشبان بمدن الضفة الغربية المحتلة، من دخول مدينة القدس والاعتكاف في المسجد الأقصى. وسيسمح الاحتلال لمن هم فوق الخمسين عامًا من الرجال بالوصول دون تصاريح، بينما اشترط على الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 و50 عامًا بالحصول على تصاريح قبل دخول ساحات المسجد الأقصى، فيما سيتم السماح للنساء والفتيات والأطفال دون عمر 12 بالدخول دون قيود.
- مستشار أمن الاحتلال يزور واشنطن: سيزور مستشار الأمن القومي إيال هولاتا واشنطن هذا الأسبوع لعقد محادثات مع مسؤولي البيت الأبيض حول عدة قضايا من بينها الملف الإيراني. يأتي ذلك بالتزامن مع الضغوط التي يقوم بها الاحتلال بقوة من وراء الكواليس على البيت الأبيض لاستصدار موقف علني من الرئيس الأمريكي بايدن حول تعهد الإدارة الأمريكية بعدم إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء للإرهاب التابعة لوزارة الخارجية. من المهم الإشارة إلى أن الاحتلال سبق أن رفض اقتراح قدمته إدارة بايدن لاستضافة اجتماع واسع يجمع هولاتا مع نظيره الفلسطيني – يُرجح أن يكون ماجد فرج – وعدد من المسؤولين الآخرين. وكان من المفترض أن يركز الاجتماع المقترح على التنسيق الاقتصادي والأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية وكان جزءًا من جهود واشنطن لدعم السلطة الفلسطينية وسط التحديات الاقتصادية الشديدة التي تواجه رام الله والمخاوف من أن تزداد قوة حماس في الضفة الغربية.
- توقعات بانشقاق عضو كنيست آخر عن الائتلاف: قدر رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن ثمة احتمالا كبيرا لأن يعلن عضو كنيست آخر في صفوف الائتلاف الحكومي عن انشقاقه خلال الأسبوع الحالي، حسبما ذكر مقربين من نتنياهو. ونقلت مصادر عبرية عن رئيس كتلة الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، قوله الأسبوع الماضي إنه “يفترض أن يصدر الأسبوع المقبل بيانا سيزلزل الائتلاف وسيفقدون التوازن الحالي لديهم في الكنيست”. وتمارس المعارضة، خاصة حزب الليكود، ضغوطا كبيرة على أعضاء كنيست من حزبي اليمين في الائتلاف، “يمينا” و”تيكفا حداشا”، من أجل أن ينشقوا عن الائتلاف، بهدف تسريع إسقاط الحكومة برئاسة نفتالي بينيت.
اتجاهات فلسطينية
- لقاء إقليمي آخر يتجاهل “السلطة الفلسطينية”: عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لقاءً مع ملك الأردن عبدالله الثاني وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في القاهرة. ويعد اللقاء هو الثاني خلال أقل من شهر بين زعماء مصر والأردن والإمارات، وتأتي هذه الجهود في ظل تصدر الأردن للمشهد السياسي حيال الموقف من التصعيد في المسجد الأقصى وسط غياب ملحوظ لقيادة السلطة في رام الله. في حين نقلت جهات سعودية أن القمة الثلاثية ناقشت التصور الأردني في حال انهيار السلطة الفلسطينية ومدى تأثير هذا الانهيار على الواقع العربي بشكل عام والأردني بشكل خاص.
يذكر أنه مع بدء أحداث المسجد الأقصى وتوسع دائرة المواجهة مع الاحتلال، وبدء الاتصالات بالتركيز على جبهة غزة، لم تجد السلطة الفلسطينية لنفسها مكانا للتعبير عن رأيها من الأحداث خاصة أنّها شعرت أنّ الأمور قد تجاوزتها، الأمر الذي دفع رئيس السلطة محمود عباس لتأجيل اجتماع كان مقرر للقيادة ولمرتين متتاليتين، وقد عبرت أطراف من السلطة الفلسطينية عن غضبها جرّاء تواصل أطراف دولية مع حماس.
وتعيش السلطة حالة من استمرار الفجوة بينها وبين الشارع الفلسطيني، وهو ما بات ينعكس على استمرار تغيبها عن المشهد، خاصة في ظل الأزمات المتلاحقة وفي ظل بدء شرائح بالابتعاد عنها وعن خطها، ويُعتقد أنّ استمرار المشهد الحالي سيقود إلى المزيد من تقويضها رغم مساعي احيائها المستمرة. - إطلاق النار على المقاطعة في جنين: أطلق مسلحون مجهولون النار على مبنى مقاطعة السلطة في جنين، وتبع ذلك اشتباك مسلح بين قوّات أمن السلطة والمشتبه بهم بإطلاق النار، وجاء إطلاق النار في ظل احتدام الحالة تحديداً في مخيم جنين على إثر الحوادث المتكررة من اقتحامات الاحتلال، وكذلك سلسلة العمليات المنطلقة من جنين، وبدء ظهور بوادر تنظيمات مسلحة تتبع لحماس والجهاد الإسلامي وفتح تعمل في نطاق جنين وتحديداً مخيمها. وينظر الشارع الفلسطيني إلى خطورة هذه الأحداث من جانب أنّها قد تؤدي إلى مأسسة اشتباك بين الأمن الفلسطيني ومسلحون لم تُعرف هويتهم، ولكن الترجيحات تُشير إلى حالة الغضب من دور الأجهزة الأمنية التي باتت تتساوق بشكل أكبر مع الاحتلال في إطار سعيها لقمع الحراك في الضفة الغربية عموما وجنين خصوصا، الأمر الذي يبعث على الخشية من تكرار سيناريو أسوأ لهذا المشهد وزيادة تغوّل السلطة الفلسطينية.
- إضراب المعلمين يتفاقم: أثار سلوك السلطة الفلسطينية مع المعلمين الكثير من ردود الفعل السلبية، حيث قامت حكومة محمد اشتية بالتعاون مع اتحاد المعلمين غير الممثل لهم والتابع للسلطة الفلسطينية بتوقيع اتفاق اعتبره المعلمون التفافا على حقوقهم، حيث ينص الاتفاق على اعطائهم جزءا من مطالبهم مطلع العام 2023 وما تبقى مطلع العام 2024. وطالب الاتحاد والسلطة المعلمين للعودة للدوام، لكنّ هذا الأمر لم يلقى اذانا صاغية عندهم، حيث استمر غالبية المعلمين بالإضراب معتبرين أنّ السلطة تدير الظهر لهم، ومحولين قرارات العقوبات بحقهم إلى مادة للسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
مؤشرات وقضايا ينبغي متابعتها
- موقف إسرائيلي قد يؤثر على العلاقات بين تركيا والاحتلال: نشر الإعلام العبري معلومات حول توجّه عضو الكنيست ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية بين “إسرائيل” وأرمينيا موسي راز إلى أرمينيا، وذلك للمشاركة في مراسم ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن. وجرى تنسيق رحلة عضو الكنيست راز، والمصادقة عليها من قبل وزارة الخارجية الصهيونية، وهي أول زيارة برلمانية رسمية منذ سبع سنوات بعد أن حضرها في عام 2015 الوزير نحمان شاي من حزب “العمل”، وعنات باركو عضو الكنيست السابق من حزب الليكود الذي كان آنذاك جزءًا من الائتلاف الحكومي.
- الاحتلال يلعب على وتر الخلاف بين أقباط مصر وإثيوبيا على “دير السلطان” بالقدس: تفجّر هذا الأسبوع صراع بين ممثلي الكنيستين القبطية المصرية والقبطية الأثيوبية في دير السلطان في القدس، عندما أقام ممثلو الكنيسة الإثيوبية خيمة وسط الدير تحمل العلم الإثيوبي لاستقبال الحجاج المسيحيين القادمين إلى الدير، ليرد عليهم ممثلو الكنيسة المصرية برسم علم مصر على كامل باب الدير. وتدخّلت شرطة الاحتلال التي تسيطر على المدينة، لفض الاشتباك بالأيدي الذي وقع بين الرهبان من الجانبين، والتحقيق في مسبباته، لكن الجانب المصري لم يرحب بهذا التدخل متهماً السلطات الإسرائيلية بـ”الوقوف كلياً إلى الجانب الإثيوبي”. واتهم ممثلو الكنيسة المصرية السلطات الإسرائيلية، بتعزيز سيطرة الإثيوبيين على الدير لأسباب سياسية. ويعترف المطران عطا الله حنا، وهو أحد أبرز وجوه الكنيسة الأرثوذكسية، بأن الجانب الإسرائيلي “نجح في تجنيد عدد من كبار المسؤولين اليونانيين في الكنيسة، ورشوتهم لتسريب الكثير من ممتلكات الكنيسة لمشروع الاستيطان والاحتلال”. وقال إن “المشكلة ليست في جنسية هؤلاء، وإنما في الاحتلال الذي يجند عملاء من مختلف الطوائف والجنسيات لخدمة مشروع احتلالي استيطاني”.
نظرة على الشأن الصهيوني
- تقترب حكومة الاحتلال من مرحلة تحديد مصيرها، على الأقل في المرحلة القريبة، إذ إنه بقي أسبوعان حتى افتتاح الدورة الصيفية للكنيست، في التاسع من أيار المقبل، وفيها ستشتد المناورات الحزبية البرلمانية، في ظل ائتلاف بات يرتكز على 60 نائبا، مقابل 60 نائبا في صفوف معارضة ليست موحدة، بطبيعة الحال. إلا أن اعتداءات الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية بشكل عام، وضعت الشريكة في الحكومة، كتلة “القائمة العربية الموحدة”، أمام ضغوط شعبية، وصلت إلى صفوف قيادة الحركة الإسلامية- الشق الجنوبي، التي تعد “الموحدة” ذراعها البرلماني. ولا تزال مسألة الانتخابات البرلمانية المبكرة هي الفرضية الأقوى، لكن توقيتها لا يزال مجهولا.
توجهات وقرارات حيال القضايا الفلسطينية:
- أعادت سلطات الاحتلال فتح المسجد الإبراهيمي أمام المصلين بعد إغلاقه لمدة يومين بسبب الأعياد اليهودية.
- قرر الاحتلال فتح معبر إيرز لاستئناف الحركة العمالية والتجارية.
- قائد القيادة الوسطى في جيش العدو وقع على أمر هدم المنزل الذي كان يسكن فيه ضياء حمارشة في قرية يعبد.
- قرر بارليف تسهيل شروط الحصول على رخصة السلاح الشخصي، حيث سيتمكن ممن خدموا في مواقع عملياتية في حرس الحدود والشرطة من إصدار رخصة.
- تستعد شرطة الاحتلال لتصعيد محتمل في القدس ومدن الداخل الفلسطيني، على خلفية التصعيد في المسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة.
إطلالة معرفية
- يُعد كتاب ” خفقات رغم الرحيل” مشروع قديم، أراد منه الكاتب أمجد السايح التوثيق لسيرة حياة الشيخ الشهيد يوسف السركجي من الميلاد إلى الاستشهاد مع التركيز على دوره في مقاومة الاحتلال، وقد عكف على كتابته داخل سجن جلبوع قرب مدينة بيسان المحتلة في ظروف استثنائية، وأنهى أولى مسوداته عام 2008، لكنَّ إدارة السجن الغاشمة صادرتها، ثم جرت محاولة أخرى لإعداد مسودة جديدة بعد ثلاث سنوات برفقة الأسير حسام بدران، في ذات السجن، لكنَّ إطلاق سراح الأخير في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، حال دون إتمامها، إلى أن تجدَّدت المحاولة بعد سنوات، وبتشجيع من الأسرى خصوصاً أمير السُّركجي ابن أخت الشيخ الشهيد، الأمر الذي فتح المجال لأن يرى الكتاب النور عام 2021.
- جاء الكتاب في مئتين وسبعة وعشرين صفحة، وتضمن مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة، وثلاثة ملاحق، وحوى شهادات مهمة عن الشيخ الشهيد، رواها قادة وكوادر من حركة حماس كانوا فاعلين في الانتفاضة الثانية من الشهداء منهم: جمال منصور، ومهند الطاهر، ونسيم أبو الروس، وفهيم دوابشة، ومحمد الحنبلي، ونصر عصيدة، وبسام السايح، بالإضافة إلى شهادات لمجموعة من كبار الأسرى والأسرى المحررين منهم جمال أبو الهيجا، ومحمد جمال النتشة، وسليم حجة، وعثمان بلال، ومعاذ بلال، ومحمد صبحة، ورأفت ناصيف وآخرين، وتزين الكتاب بقصائد ترثي السُّركجي منها قصيدة للشاعر الأسير أحمد التلفيتي.
- تناول الفصل الأول مولد الشيخ الشهيد ونشأته، وركَّز على نشاطه الدعوي والسياسي، وجهده العلمي، وعلاقاته العائلية والاجتماعية، وبحث الفصل الثاني صفاته وشمائله، ووثق صوراً لوفائه، وجوده، وصبره، وحزمه، وعلو همته، وكشف الفصل الثالث عن سيرته في المقاومة منذ مشاركته في فعالياتها قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى إلى ارتقائه شهيداً في الانتفاضة الثانية، وسجَّل الفصل الرابع شهاداتٍ حوله لثمانية عشر من معارفه ورفقاء دربه في العمل الدعوي والمقاومة والأَسَر، وعرض الملحق الأول وصاياه لأمه وأبيه وإخوته وأخواته وزوجه وأولاده ولحركة حماس ولكتائب القسام، وضم الملحق الثاني سير ذاتية مختصرة لخمسة وعشرين من كبار القساميين ممن عايشوا الشيخ الشهيد وعملوا معه، ونُشر في الملحق الثالث أربعين صورة تحكي جوانب من سيرة حياته منذ الطفولة حتى استشهاده، وفيها بعض من الصور لرفقاء دربه في المقاومة والاستشهاد.
- للمزيد: “خفقات رغم الرحيل .. مواقف حيّة من حياة الشيخ الشهيد يوسف السُّركْجي”
مؤشرات اقتصادية
- يعتمد ســد احتياجــات الطلــب المحلــي في السوق الفلسطيني مــن ســلعتي القمــح والطحيــن بشــكل أساســي علــى الاســتيراد مــن الخــارج، وتظهــر المعطيات أهميــة كل مــن روســيا وأوكرانيــا فــي تزويــد الســوق المحلــي مــن ســلعتي القمــح (روســيا) والدقيــق (أوكرانيــا)، فــي ظــل اشــتعال فتيــل الحــرب مــا بيــن روســيا وأوكرانيــا، أصبحــت الصــادرات مــن روســيا وأوكرانيــا مــن ســلعتي الطحيــن والقمــح محــل شــك، ومــن المتوقــع عــدم التزامهــم بعــدد كبيــر مــن اتفاقاتهــم التعاقديــة مــع الــدول المســتوردة. بالتالــي أصبــح إمــداد الســوق المحلــي لهاتيــن الســلعتين خــلال الشــهور القادمــة محــل عــدم يقيــن، خاصــة وأن الحكومــة لا تملــك أيــة احتياطــات مــن القمــح، فيمــا الكميــات المتوفــرة فــي الأســواق المحليــة تعــود للقطــاع الخــاص (المســتوردين، وأصحــاب المخابــز)، ولا يكفــي هــذا المخــزون التجــاري مــن القمــح حاجــة البــلاد إلا لمــدة شــهرين، بحســب بعــض التقديــرات.
- يســتهلك الســوق المحلــي تقريبــاً 40-35 ألــف طــن مــن الدقيــق شــهرياً، أي مــا يعــادل قرابــة 430-400 ألــف طــن ســنوياً، تســتطيع المطاحــن المحليــة ســد قرابــة %30 مــن الاســتهلاك المحلــي (129-110 ألــف طــن)، مــع الأخــذ بعيــن الاعتبــار أن هــذه المطاحــن تعتمــد بشــكل كبيــر فــي إنتــاج الدقيــق علــى القمــح المســتورد مــن الخــارج. يتــم ســد الحاجــة المتبقيــة للســوق المحلــي مــن الدقيــق عبــر اســتيراده إمــا بشــكل مباشــر مــن دول أخــرى (أوكرانيــا وتركيــا)، إذ يتــم ســنوياً اســتيراد حوالــي 140 ألــف طــن مــن الدقيــق، أو عــن طريــق الاســتيراد مــن “إســرائيل” قرابــة 150 ألــف طـن.
- ســينعكس انعــدام ضمانــات توفــر الســلع الغذائيــة بشــكل مباشــر علــى الأســعار، لقــد ارتفــع ســعر طــن القمــح عالميــاً مــن 220دولارا فــي نهايــة العــام 2021 ليصــل إلــى قرابــة 320 دولارا خــلا ل الأيــام الأولــى مــن الحــرب، وقــد رافــق ذلــك ارتفــاع أســعار ســلع غذائيــة هامــة أخــرى كالــذرة، والشــعير، والتــي ارتقعــت بنحــو %30 لــكل منهمــا، كمــا ارتفــع أســعار زيــت الصويــا بنســبة %40 خــلال نفــس الفتــرة.
- بنــاء علــى الأرقــام والدلائــل أعــلاه، مــن المتوقــع أن يكــون للحــرب الروســية الأوكرانيــة انعكاســات ســلبية علــى أســعار القمــح والدقيــق فــي الأســواق المحليــة، وهــذا فعليــاً مــا يحصــل علــى أرض الواقــع.
- ســلطت الحــرب الروســية الأوكرانيــة الضــوء علــى ظاهــرة هامــة تعانــي منهــا فلســطين، وهــي المســتويات العاليــة مــن انعــدام الأمــن الغذائــي بيــن الأســر الــذي وصلــت نســبته حوالــي %31 فــي فلســطين (حوالــي %64 فــي قطــاع غــزة) عــام 2020، خاصــة بعــد أزمــة جائحــة كورونــا. لذلــك فــإن مــن شــأن تعطــل سلاســل الإمــداد للمــواد الغذائيــة الأساســية (القمــح، الدقيــق، الزيــوت النباتيــة، الأعــلاف، … الــخ) بســبب الحــرب الروســية الأوكرانيــة أن يؤثــر ســلباً وبشــكل كبيــر علــى مســتويات الأمــن الغذائــي خاصــة للأســر الفقيــرة وذوي الدخــل المحــدود فــي حــال حــدوث ارتفاعــات فــي أســعار المــواد الغذائيــة المســتوردة، خاصــة وأن فلســطين كانــت تعانــي خــلال العقديــن الماضييــن مــن تراجــع مزمــن فــي إنتــاج الأغذيــة، ممــا أدى إلــى الاعتمــاد علــى الــواردات بشــكل كبيــر لســد حاجــة المواطنيــن مــن الغــذاء، بالتالــي فــإن ارتفــاع نســبة الــواردات تجعــل الفلســطينيين أكثــر عرضــة للتضخــم المســتورد والتأثــر بتقلبــات الأســعار.
- للمزيد: انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على أسواق السلع الغذائية الأساسية العالمية وأسعارها