أخر الأخبارالقضية الفلسطينيةمستجدات سياسية
بوصلة فلسطينية – العدد الحادي والثلاثون –

رأي البوصلة
- تبرز حاجة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس في المبادرة والفعل الاستباقي وعدم انتظار مفاعيل التحالفات الإقليمية لتأتي على مشروعها وعلى القضية الفلسطينية، وهذا الفعل الدبلوماسي والسياسي هو أحد عوامل القوة التي لا يمكن بدونها مواجهة استراتيجية الاحتلال وتوسعه الإقليمي، وينتمي قرار الحركة باستئناف العلاقة مع سوريا لاستراتيجيتها الشاملة المعتمدة منذ تأسيسها، والتي تقوم على التقاط الفرص وتوسيع العلاقات مع دول المنطقة.
- لا سيما أن القضية الفلسطينية تواجه مرحلة شديدة الحساسية والخطورة لطبيعة التهديدات والمخاطر المُحدقة بها، سواء في البعد المحلي أو الخارجي، حيث يعمل الاحتلال على عدة مسارات، منها: التوسع الاستيطاني، وإلغاء الكيانية الفلسطينية، وتجاوز القضية إقليمياً، وتطوير تحالفات لمحاصرة المقاومة الفلسطينية، ويرتكز سلوك الاحتلال في ذلك على استراتيجية شاملة تعتمدها المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية من خلال توسيع أطر العلاقة مع دول المنطقة في الإقليم، وهو الأمر الذي ظهر في الاختراق الكبير الذي تحقق في “اتفاقات أبراهام” من خلال توسيع عدد الدول المُطبعة، ومن ثم تعميق العلاقة مع مصر والأردن، وصولاً إلى استعادة العلاقة وتحسينها مع تركيا.
- تقوم استراتيجية الاحتلال على إحداث تغيير في البيئة الجيوسياسية، وذلك بالاعتماد على مركزية الدور الأمريكي، وهو ما ظهر في استثمار الاحتلال لحالة الترهل والضعف التي ضربت المنطقة العربية بعد الثورات المضادة وانكسار موجة الربيع العربي، حيث فقدت قوى الثورة و”الإسلام السياسي” القدرة على المبادرة بفعل الضربات القاسية التي لحقت بها، إضافة إلى حقيقة أن التحركات الإقليمية التي تصاعدت مؤخراً تأتي بالضرورة على حساب هذه الجهات.
- لذلك من المهم أن تكون المقاومة مبادرةً في اتجاه تطوير العلاقة مع دول الإقليم، فالمبادرة واختيار التوقيت المناسب عنصر محوري لخلق الفرص، ولعل الحديث عن توجه حركة حماس لاستعادة العلاقة مع النظام السوري يكتسب أهمية كبيرة، وذلك لعدة عوامل:
- أولها: التعامل مع الحقائق السياسية التي باتت واقعاً يستلزم إيجاد مقاربة إقليمية لتجاوز مفاعيل الأزمة السورية، وهو ما يجعل دور الحركة وعلاقتها مع النظام محورية في محاولة إيجاد تسويات يمكن من خلالها تقليل حجم الخسائر، سواء التي تقع على الشعب السوري أو الأطراف الأخرى المنخرطة بهذا الملف، مثل تركيا وغيرها.
- ثانياً: انطلاق عملية استعادة العلاقة في هذا الوقت يُعزز من مكاسب الحركة السياسية، من المهم عدم انتظار زيادة الضغط الإقليمي على الحركة أو حدوث تطورات غير متوقعة للذهاب نحو خيار استئناف العلاقة مع النظام؛ وحينها ستكون الظروف ليست لصالح الحركة.
- ثالثاً: تموضع الحركة الحالي مُقيد بتفاهمات سياسية تحول دون الذهاب بعيداً في الخيارات المرتبطة بالفعل المقاوم، وهو ما يحتم توسيع مساحات العمل الجغرافي أمام الأعمال النوعية وذات التأثير بعيد المدى، وهو الأمر الذي يمكن البناء عليه من خلال العلاقة مع سوريا وفتح خطوط التحرك والانتقال بين لبنان وسوريا من خلال الاستفادة من البنية التحتية الكبيرة للمقاومة هناك.
- رابعاً: العمل على استثمار وجود حركات المقاومة في الساحة السورية لتطوير الإمكانات وزيادة مقدرات المقاومة، واستثمار الوجود الفلسطيني هناك ودمجه في مشروع المقاومة بعيداً عن محاولات التهجير التي تستهدف تفريغ الوجود الفلسطيني في دول الطوق.
- خامساً: العمل سياسياً واستراتيجياً على مواجهة مشروع التمدد الصهيوني في الإقليم، من خلال تعزيز العلاقة مع الدول التي تتحرك في الجهة المضادة، وهو الأمر الذي ظهر في زيارة قيادة الحركة إلى الجزائر التي باتت متضررة من التموضع الصهيوني في الإقليم، وكان لافتاً أن الجزائر من الجهات التي تدعو إلى العلاقة مع سوريا وتعمل على تطويرها في هذا التوقيت الحساس.
- سادساً: يوجد استحقاق فلسطيني كبير خلال الفترة المقبلة مرتبط بخلافة محمود عباس، وهو الأمر الذي يدعو الحركة لتهيئة البيئة سياسياً لتصدر المشهد الفلسطيني، لذلك من المهم أن تكون العلاقة مع الفصائل الفلسطينية في دمشق على مستوى عالٍ من الحيوية والفاعلية لحشد أكبر جبهة وطنية ممكنة، عدا عن الحاجة لتأمين علاقة مع النظام يمكن استثمارها مستقبلاً في البعد العربي والفلسطيني.
- سابعاً: زادت أهمية سوريا جيوسياسياً باعتبارها ساحة الاشتباك الأولى مع الاحتلال خارج فلسطين، وهو الأمر الذي يظهر في حجم الاستهداف الإسرائيلي لهذه المنطقة، انطلاقاً من إدراكه لطبيعة تموضع المقاومة هناك، وخشيته الحقيقة من كون الجبهة السورية تُمثل مساحة استهداف خطيرة للأمن القومي الإسرائيلي في حال اندلاع مواجهة شاملة. إذ إن أنظمة الدفاع الجوي الاسرائيلي لا تزال محدودة، وغير قادرة على التعامل مع مساحة جوية واسعة.
- ثامناً: تطوير العلاقة مع سوريا يُسهم في تعزيز علاقة المقاومة الفلسطينية بمحور المقاومة، ويزيد من قنوات التنسيق المشتركة والعمل بين الأطر التخصصية في مساحة جغرافية مؤهلة للاشتباك المباشر مع الاحتلال.
- تاسعاً: مظالم الشعب الفلسطيني في سوريا لا يمكن حلها بالاعتماد على الأساليب السابقة، وتبرز أهمية العلاقة مع النظام باعتبارها مدخلاً أساسياً لحل قضايا المعتقلين والمفقودين، وتسهل عملية إيصال المساعدات للتجمعات الفلسطينية.
- عاشراً: الحاجة لتأمين خطوط إمداد وإسناد استراتيجية لرعاية حالة المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكان دور سوريا محورياً في الانتفاضة الثانية في هذا الإطار، إضافة إلى أهمية الموقع الجغرافي لسوريا بالنظر لموقعها من دول الجوار الأخرى.
أجندة سياسية
- استعدادات زيارة بايدن: تواصل الإدارة الأمريكية جهودها بشأن الترتيب لزيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، فقد طالبت الإدارة الأمريكية “إسرائيل” باتخاذ خطوات حسن نية تجاه الفلسطينيين قبل الزيارة، في حين صاغت المؤسسة العسكرية حزمة من الإجراءات للسلطة الفلسطينية، ويجري الحديث عن خطوتين، الأولى: إصدار بيان إسرائيلي بأنه ملتزم بإعطاء السلطة الفلسطينية التكنولوجيا الخلوية المتقدمة G4. والخطوة الثانية: هي السماح بوجود فلسطيني رمزي على معبر الكرامة، وسيُعرض الأمر على المستوى السياسي قريباً لبحث تلك الخطوة التي من شأنها تعزيز وضعية السلطة الفلسطينية.
- يائير لابيد في باريس: في أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه رئاسة الوزراء، توجّه يائير إلى باريس ليطلب من الرئيس إيمانويل ماكرون “التدخل” من أجل إنقاذ المحادثات بشأن الغاز بين لبنان والدولة العبرية، كما ستتناول محادثات لابيد في باريس مسألة إيران، إذ تسعى “إسرائيل” إلى ثني القوى الغربية عن إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
- وقفة تضامنية مع المعتقلين السياسيين: دعا أهالي المعتقلين السياسيين في سجون السلطة بالضفة الغربية إلى المشاركة في وقفة تضامنية مع أبنائهم مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، ستكون الوقفة اليوم الأربعاء 6/07/2022، في تمام الساعة الخامسة والنصف عصرًا، على دوار المنارة وسط رام الله.
- عودة السفراء بين “إسرائيل” وبولندا: اتفق الطرفان على عودة السفراء إلى تل أبيب ووارسو، بعد عام من الخلافات؛ حيث طلب الرئيس هرتسوغ، بمبادرة مشتركة مع (يائير لابيد) رئيس الوزراء ووزير خارجية الاحتلال، عودة سفير بولندا، ووافق الرئيس دودا على وجوب تعيين السفير البولندي قريباً، وأعلن أن السفير الإسرائيلي الجديد المعين لدى بولندا سيقدم أوراق اعتماده خلال الأيام القليلة المقبلة.
- حراك لنقابة المحامين في رام الله: أعلنت نقابة المحامين بالضفة الغربية المحتلة تعليق العمل أمام جميع المحاكم يوم الثلاثاء، ونظمت مسيرة برام الله كان من المفترض أن تتحرك باتجاه مكتب محمود عباس، وأكدت نقابة المحامين أنها ستشرع بتعليق العمل أمام المحاكم العسكرية والنظامية والإدارية، والنيابات الإدارية والمدنية والعسكرية ومحاكم التسوية وجميع الدوائر الرسمية، باستثناء الإجراءات القاطعة للمدد القانونية، وتأتي هذه الخطوات رفضا لإنفاذ القرارات بالقوانين المعدلة للقوانين الإجرائية وقانون التنفيذ، وأعلنت النقابة عن انعقاد دائم لمجلسها لمتابعة والإعلان عن الخطوات القادمة.
اتجاهات فلسطينية
- السلطة تسلم الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة: أعلنت السلطة الفلسطينية بأنّها قامت بتسليم الرصاصة التي تم استخراجها من جسد الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة للسفارة الأمريكية من أجل فحصها، واستمرار التحقيق من أجل تأكيد إدانة “إسرائيل”، فيما أشار الإعلام العبري أنّ من قام بفحص الرصاصة هو طاقم إسرائيلي بوجود الوفد الأمريكي.
هذه الأخبار أثارت ضجة كبرى في الشارع الفلسطيني الذي بات يرى أنّ السلطة الفلسطينية غير جادة بالذهاب الى محكمة الجنايات، وأنّها مستعدة لمقايضة دم شيرين مقابل عودة جزء من العلاقات مع الولايات المتحدة، ورغم تبرير وزير العدل الفلسطيني ذلك بقوله إنّ شيرين تحمل الجنسية الأمريكية، فإنّ الشعور العام بأنّ السلطة أعطت الاحتلال مدخلاً أوليا للبدء في هجمة مرتدة ضد تحقيق الفلسطينيين والحقائق على الأرض التي أكدت مقتل شيرين بأيدي صهيونية، في إشارة إلى أنّ السلطة لم تعد تستطيع امتلاك الحد الأدنى من قول لا. - اعتقالات سياسية بالجملة: اعتقلت السلطة الفلسطينية أكثر من 80 شابا واستدعت العشرات من بينهم سيدة خلال شهر حزيران، ووفق محامون من أجل العدالة فإنّ الشهر الأخير شهد عودة ممنهجة لوسائل التعذيب المقرفة في سجن أريحا سيئ الصيت والسمعة، والذي وصفه الشيخ عكرمة صبري في خطبته بأنّه مسلخ، ما أثار ضده جملة تشويه كبيرة من قبل أزلام السلطة. ويتحرك الشارع الفلسطيني بشكل خجول في الضفة ضد سياسة الاعتقال السياسي، وهناك مخاوف تتوسع لدى النشطاء بأنّ النظام البوليسي للسلطة يطل برأسه من جديد وسط محاولات من قبل رجالات في مركزية فتح بإعادة تأجيج مصطلح الانقسام في محاولة لاستعادة شرائح واسعة من فتح بدأت تنفض عن الحركة، ولا ينفصل – وفق مراقبون – حراك السلطة الحالي عن الترتيبات التي يتم إجراؤها لمرحلة ما بعد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.
- غلاء فاحش وسلطة غير متقشفة: ارتفعت الأسعار بشكل مهول في الضفة الغربية، لاسيما الوقود والمواد الأساسية، الأمر الذي بات يُرهق كاهل المواطن العادي وسط تشكيك بصحة التقشف الذي تدعيه حكومة محمد شتية، إضافة إلى وجود العديد من الدراسات والأوراق التي ترى بأن هناك مجالًا أكبر لسياسات التقشف في موازنة السلطة الوطنية، وهي اجتهادات اقتصادية يجب الأخذ بها، لكن السلطة لا تعير اهتماما وفق المراقبين الاقتصاديين لذلك. الشارع الفلسطيني بالمجمل يرى بأنّ غلاء الأسعار بات غير محتمل ويتطلب تدخلات في اتجاه الحد من هذه الموجة التي تستهدف قدرة الشارع على الصمود والتحدي، وتدفع باتجاه فقط البحث عن لقمة العيش، وسط وجود طبقة مقربة من السلطة تعيش في ثراء فاحش وتسهيلات إسرائيلية كبيرة.
- التهويد يلتهم القدس: لا توفّر سلطات الاحتلال أيّ وسيلة قد تمكّنها من تحقيق هدفها في التهويد الكامل للقدس، وهي تتلطّى في خضمّ صراعها الدائم لإثبات ملكيّة الأراضي والعقارات لصالح اليهود حصراً، خلْف عناوين “ناعمة” مِن مِثل “تقليص الفجوات وتحسين جودة حياة” الفلسطينيين في المدينة، في محاولة لإقناع هؤلاء بـ”تسوية أملاكهم”، وفي آخر فصول هذا المسار، بدأت دولة الاحتلال عملية “تخليص” ما تدّعي أنها “أملاك يهودية”، لا سجلّ يثبت يهوديتها سوى “الصندوق القومي اليهودي”، مع ما اقتضاه ذلك من إلغاء إجراء “المختار” المتّبع منذ الانتداب البريطاني، وصولاً إلى فرْض قائمة من الشروط التعجيزية على المقدسيين لإثبات حقهم في الأرض، وبالنتيجة، يتبيّن أن الاحتلال لا يريد فقط حصْر أقلّ عدد من الفلسطينيين في أضْيق مساحة ممكنة، وإنّما أيضاً تضييق سُبل الحياة والعمران على مَن يتبقّى من هؤلاء. يتّضح أن مشروع تسوية الأراضي الجاري في القدس حالياً، يستهدف تقريباً كلّ أحياء المدينة الفلسطينية، وفي مقدّمتها الشيخ جراح، حيث تقع مجموعة من الوحدات الاستيطانية الإسرائيلية في قلب الحيّ، ويفصلها شارع عن كرم المفتي.
مؤشرات وقضايا ينبغي متابعتها
- وفد من زعماء الجالية اليهودية الأمريكية زار السعودية: قام وفد من زعماء الجالية اليهودية الأمريكية بزيارة إلى السعودية هي الأولى من نوعها، وتضمن الوفد مجموعة من 13 من القادة اليهود الأمريكيين، وستة من مسؤولي اتحاد الطوائف المسيحية في نيويورك، ورجال دين، واستضافت رابطة العالم الإسلامي، الممولة سعوديا، الزائرين، والتقى الوفد عددا من المسؤولين السعوديين، من بينهم وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ محمد آل عيسى، كما بثّ عدد من المراسلين العسكريين الإسرائيليين هذا الأسبوع تقارير مصورة من السعودية في سابقة من نوعها، وسط تكهّنات بشأن توقيت الزيارة.
- مخطط لتحويل أنفاق سلوان لمراكز تجارية تخدم رواية الاحتلال: بدأت سلطات الاحتلال وجمعية “إلعاد” الاستيطانية العمل على مخطط لتحويل الأنفاق المتجهة من مجمع عين سلوان التاريخي باتجاه القصور الأموية والمسجد الأقصى المبارك إلى مراكز ومحال تجارية لغسل أدمغة اليهود والزوار الأجانب، وترويج روايات تلمودية مزورة، وحثهم على بناء “الهيكل” المزعوم.
في العمق
- يهدف إجراء “هنيبعل” إلى الوصول إلى واحدة من نتيجتين: إما إفشال عملية الخطف، وإما قتل الجندي المخطوف عند قتل أكبر عدد ممكن من المقاومين، وهذا يُعدّ إنجازاً بالنسبة لجيش الاحتلال، إذ إن جنديا مخطوفا حيّا، يختلف كل الاختلاف عن جندي مخطوف ميت.
- لا بد من توضيح تصنيفات الجيش الإسرائيلي لحالة الجنود الضائعين أو المخطوفين، وما هي تداعيات هذه التصنيفات على مؤسسة الجيش والمجتمع الإسرائيليين، على الأقل، هناك أربعة تصنيفات يستخدمها الجيش الإسرائيلي فيما يتعلّق بجنوده الذين تم إرسالهم إلى المعارك ولم يعودوا منها، وهي: جندي في الأسر (بالعبرية: “شافوي”)، وجندي مفقود (“نعدار”)، وجندي مختفٍ (“نعلام”)، وجندي غير معروف مكان قبره (“مكوم كبوراتو لو نوداع”).
- جندي مفقود: وهو جندي إسرائيلي اشترك في معركة، وفي خِضَم الأعمال الحربية فُقدت آثاره، ولا يوجد دليل قاطع على وضعه الصحي (لا يزال على قيد الحياة أو ميت). هذا التصنيف، يتم منحه بعد إجراء تحقيق سريع وعميق من قبل الجيش ثم يُرفع التقرير إلى حاخام الجيش لإطلاق هذه الصفة على الجندي، وقد يكون من المعلوم جيداً بالنسبة للجيش بأن الجندي وقع في أسر فصائل، أو جيش العدو، لكنه غير قادر على تحديد ما إذا كان على قيد الحياة أم لا. في العام 2006 اختطف حزب الله الجنديين الإسرائيليين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغڤ، وتم تفعيل إجراء “هنيبعل” على الفور، وبعد تحقيق أولي، قرّر الجيش أن أحد الجنود قتيل لا محالة، أما الثاني فهو “جندي مفقود” بدون أن يتمكّن من حسم مسألة أي من الجنديين هو القتيل وأيهما المفقود، وهذا الأمر جعل الاثنين بمصافِ “المفقودين”! وربّما هذا ما وضع الحكومة الإسرائيلية تحت ضغوط شديدة من قبل المجتمع الإسرائيلي وعائلات الجنود الذي اعتقدوا أن أحد المخطوفين ما زال على قيد الحياة.
- جندي “مدفون في مكان مجهول”: هو توصيف يُطلقه الحاخام الرئيس للجيش، من شأنه أن يعكس موقفا رسميا لمؤسسة الجيش مفاده بأن “الجندي المفقود” هو “جندي ميت”، وقد يكون الجندي المقتول بيد الفصائل أو جيش عدو (في هذه الحالة هو “قتيل مفقود” أو “مكان قبره غير معلوم” كما هي الحال في قضية الجندي أورون شاؤول الذي تم خطفه في حيّ الشجاعية بتاريخ 20 تموز 2014 قبل أن تعلن إسرائيل بشكل نهائي أنه مقتول، وأن مكان قبره غير معلوم، وذلك بتاريخ 25 تموز 2014)، أما هدار غولدين فقد فُقدت آثاره بتاريخ 1 آب 2014 في معركة رفح، وبعد قيام الجيش الإسرائيلي بتطبيق إجراء “هنيبعل” تم الإعلان بعد 38 ساعة أنه مقتول، وحسب الجيش الإسرائيلي، هناك حوالى 566 جنديا وفق هذا التصنيف، من ضمنهم بعض قتلى الغواصة الغارقة (حوالى 69 جنديا في غرق غواصة داكار العام 1968)، بالإضافة إلى حوالى 242 قتيلا في معارك النكبة. الأسير، وهو تصنيف واضح جدا لا لبس فيه: في ما يخص الجنديين الأسيرين لدى حماس، فإن الجيش الإسرائيلي لم يعلن بشكل عشوائي أنهما قتيلان، فالأمر يتعلّق بأمور عدة لا بد من توضيحها على النحو التالي:
- أولا: قد يكون الجيش أجرى بالفعل تحقيقا كافيا، ووصل إلى أدلّة دامغة بأنهما قتيلان، بيدَ أن تحقيقا كهذا يُعتبر أمراً صعباً جداً، خصوصاً أن ساحة المعركة غير متاحة بشكل حرّ لفرق التحقيق الإسرائيلية، كما أن الأدلة المتوفرة لدى الجيش تنطوي على تكهنات واحتمالات ذات مستوى دلالي يتراوح بين اليقين والتشكيك.
- ثانياً: إن الاحتمال الثاني هو أن إعلان القتل جاء لاعتبارات سياسية تتعلّق بعدم رغبة إسرائيل بخوض معركة تبادل الأسرى نفسها مع حركة حماس، والتي تم اعتبارها نصراً كبيراً للفصائل، وقضية شكّلت ضغطاً كبيراً على الحكومات الإسرائيلية كون الجندي الأسير السابق (جلعاد شاليت) كان على قيد الحياة.
- بناءً على ما تقدّم؛ فإن التقرير فيما إذا كان تحقيق الجيش الإسرائيلي هو نهائي وقاطع، يعتمد إذن على طبيعة التحقيق وقدرة الجيش على التحكّم بنتائجه لتحقيق غايات سياسية تُحيّد قدرة حماس على المناورة الفعّالة، في هذا السياق، ستبقى الكرة في ملعب الفصائل في غزة لإجبار الجيش على العودة عن قراره المتعلّق بمقتل الجنديين.
- للمزيد: حول تصنيفات الجيش الإسرائيلي لـ”المخطوفين”!
نظرة على الشأن الصهيوني
شهدت الساحة الإقليمية في الآونة الأخيرة تحركات إسرائيلية علنية تحدثت عن تطبيع متدرج مع السعودية، إضافة إلى المشاركة السعودية في حلف أمني لتبادل المعلومات الاستخباراتية، هذه التطورات تأتي على وقع التحضير لزيارة الرئيس الأمريكي لكيان العدو، وانهيار الحكومة الإسرائيلية وتولي لابيد مقاليد الحكم في الكيان، في ظل صراع داخلي سياسي لا يشير إلى نهاية الأزمة السياسية الإسرائيلية.
توجهات وقرارات حيال القضايا الفلسطينية:
- موقع يديعوت: “رئيس الوزراء نفتالي بينت ووزير الخارجية يائير لابيد قررا عدم الذهاب نحو إبرام صفقة تبادل أسرى جزئية مع حماس، أي أنهما قررا تضمين جميع الأسرى الإسرائيليين في أي صفقة، أو لن يكون هناك اتفاق”.
- زعمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها ستقدم تسهيلات للفلسطينيين بمناسبة عيد الأضحى، تشمل إعطاء تصاريح تمكّن سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، من زيارة أقارب لهم يقطنون في المناطق المحتلة عام 1948، في وقت شددت فيه قوات الاحتلال من هجماتها ضد القطاع.
قضايا داخلية وإقليمية لها تأثير على القضية الفلسطينية:
- ترمب: سأفكر في تأييد نتنياهو على الرغم من خيبة أملي منه.
- تقرير: دبلوماسيون ورجال قانون من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ومصر يقومون بمساعٍ حثيثة لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة حول نقل جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى السيادة السعودية.
- غانتس أوعز إلى مفوض الأمن في وزارة الجيش بإجراء تحقيق في التسريبات من داخل النقاشات الأمنية المغلقة، وكذلك التسريبات المتعلقة بالأحداث العملياتية، وبحسب الوزير غانتس، فإن التسريبات أضرت بسياسة الغموض التي تنتهجها “دولة إسرائيل”.
- نائب قائد الوحدة 8200: “لقد أحبطنا محاولات للسيطرة على أنظمة المياه الحيوية في إسرائيل، وكذلك محاولات للإضرار بمحطات الطاقة الأمريكية”.
- القناة 12: زار رئيس “كيان العدو” يتسحاك هرتسوغ الأردن سراً هذا الأسبوع، والتقى مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بدعوة من الأخير.
- في الأسابيع المقبلة، ستحاول “إسرائيل” الترويج لصفقة ضخمة تتضمن بيع أنظمة دفاع جوي للسعودية برعاية أمريكية.
- للمرة الأولى: شارك ممثلون عن جيش “العدو” ووزارة الجيش في مناورة عسكرية في المغرب – شارك رئيس لواء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الشعبة الأمنية-السياسية بوزارة الجيش، وضابطان نيابة عن جيش “العدو” خلال الأسبوع الماضي كمراقبين في مناورة “الأسد الإفريقي 2022” العسكرية الدولية التي أقيمت في المغرب.
- رئيس الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في كيان العدو يكشف عن المشروع الجديد تحت اسم “منظومة قبة السايبر” لتعزيز الدفاع السيبراني للاقتصاد والجبهة الداخلية.
- ستزود وزارة جيش العدو نظيرتها القبرصية بأنظمة حماية وحمل شخصية لجنود الجيش القبرصي التي طورتها شركتا سورس ومرعوم دولفين.
- مجموعة هكر إيرانية تخترق عدة مواقع إلكترونية لشركات السياحة “الإسرائيلية”.