أخر الأخبارالقضية الفلسطينيةمستجدات سياسية

بوصلة فلسطينية – العدد الثالث والأربعون –

رأي البوصلة


  • تعيش قيادة السلطة في رام الله حالة من العجز والانكشاف السياسي، فلم تعد قادرة على مواجهة الشارع الفلسطيني بخطاب متماسك أو رواية يُمكن أن تبرر فيها “التنسيق الأمني” لذلك تلجأ السلطة حالياً لخلق سردية جديدة مفادها بأن ما يحصل على الأرض مجرد استدراج صهيوني لاقتحام المخيمات والمدن الفلسطينية.
    هذا الخطاب لايُعبر سوى عن حالة انهزامية ومقدمة لتبني سياسات تتماهى مع مشاريع الاحتلال وخططه لإفشال الفعل المقاوم ومحاربته بكافة الأدوات المتاحة. لذلك لا بد من أن يكون الخطاب الفلسطيني مُتقدما لمنع تسلل هذه الأفكار ولحماية الحالات المقاومة في مدن وقرى الضفة المختلفة.
  • إذ تشهد الضفة المحتلة تصاعداً في نوعية وتعداد الفعل المقاوم، وذلك بالنظر لفشل الاحتلال استراتيجياً وتكتيكياً في التعامل مع الحالة الفلسطينية، فلم تُسفر التوجهات السياسية التي تقضي بـ “تقليص الصراع” في تحييد المجتمع الفلسطيني عن ساحات الفعل الوطني والنضالي، ولم تتمكن استراتيجية “جز العشب” التي تقوم على الفعل الوقائي والإحباط المبكر من وقف المد الشعبي، على العكس تماماً أسهم سلوك الاحتلال وعملياته المتكررة في جذب المزيد من الشباب الفلسطيني للالتحاق بالمقاومة ومواجهة الاحتلال. فيما باتت عملية “كاسر الأمواج” عاجزة عن تقديم حل شامل لتصاعد الفعل المقاوم فهي إن كانت تنجح في عمليات الاعتقال والاغتيال، فلم تزل غير قادرة على تحديد الأخطار والتهديدات التي تقوم في عمادها على جيلٍ من الشباب والفتيان غير مُدرجين في قوائم المتابعة والملاحقة الأمنية.
  • لابد أن يُقرأ هذا المشهد الوطني والجهادي في سياقاته السياسية، بالنظر لفشل الحل السياسي وزيادة التغول الصهيوني والاستيطاني على شعبنا الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، عدا عن سياسات التهويد التي تهدف لفرض السيادة الصهيونية على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً بصورة غير مسبوقة.

أجندة الأسبوع


  • الاحتلال يستنفر آلاف عناصر الشرطة في “يوم الغفران” في القدس المحتلة: يواصل الاحتلال فرض إعلان حالة التأهب في مختلف أنحاء الكيان وعلى امتداد خط التماس بين أراضي الـ48 والضفة الغربية والقدس المحتلتين، مع تشديد على امتداد الجدار الفاصل، حيت يسيّر الاحتلال دوريات مكثفة على امتداد الجدار الفاصل لمنع دخول العمال الفلسطينيين إلى أراضي الـ48. ويستعد الاحتلال وشرطته، في القدس المحتلة على نحو خاص، لنشر آلاف العناصر من الشرطة وحرس الحدود من مساء الثلاثاء وحتى مساء الأربعاء، بمناسبة “عيد الغفران اليهودي”، مع تركيز على الشطر الشرقي لمدينة القدس المحتل عام 67، وتأمين الكنس اليهودية.
    وتأتي حالة التأهب هذه بموازاة فرض إغلاق محكم على الضفة الغربية المحتلة والمعابر البرية لقطاع غزة يوم الثلاثاء الرابع من الشهر الجاري، وحتى منتصف ليل الأربعاء في الخامس من الشهر الجاري. وسيتكرر فرض الإغلاق الأسبوع المقبل بمناسبة عيد العرش.
  • حسين الشيخ سيلتقي مع كبار مسؤولي إدارة بايدن في واشنطن: يتوجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، إلى الولايات المتحدة الامريكية لعقد اجتماع مع عدد من المسؤولين في إدارة بايدن. ومن المتوقع أن يلتقي الشيخ، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وعدد من المسؤولين الامريكيين نهاية الأسبوع. هذه الزيارة المرتقبة لم تكن نتيجة التصعيد الأخير في الضفة الغربية، حيث تم التخطيط لذلك بعد زيارة بايدن إلى المنطقة في شهر يوليو الماضي. من المتوقع أن يلتقي الشيخ مع مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الامريكي، بما في ذلك مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وقد تضم الاجتماعات أيضًا مسؤولين من الاستخبارات الأمريكية. وتستبعد أطراف مطلعة أن تسفر الزيارة عن عملية دبلوماسية جديدة من أي نوع أو أي مبادرة جديدة من قبل إدارة بايدن، لأن الزيارة تأتي قبل انتخابات الكنيست وانتخابات الكونجرس النصفية في الولايات المتحدة.
  • اتفاق ترسيم الحدود اللبنانية على السكة: اهتمت الجهات الإعلامية والسياسية بمستجدات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، والتطور الأخير الذي طرأ والمتمثل بمسودة الاقتراح الذي حمله المفاوض الأمريكية عاموس هوكشتاين لبيروت و”تل أبيب”، وفي إشارة إلى سير الملف على السكة الإيجابية، من المتوقع أن تجتمع السلطات اللبنانية لإرسال رد إيجابي حول المقترح. فيما أبدى الاحتلال موافقة أولية، على مسودة الاتفاق الذي من شأنه أن يؤدي إلى تقاسم الأرباح المحتملة من إنتاج الغاز من منطقة محل نزاع في البحر المتوسط. وقال رئيس وزراء الاحتلال، يائير لبيد، خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن الموافقة الإسرائيلية على المسودة تتوقف حالياً على المراجعة القانونية.
  • عصابات “المعبد” ترصد مكافآت مالية لمن يتمكن من “نفخ البوق”: رصدت عصابات “المعبد” مكافآت مالية لكل مستوطن مقتحم ينفخ البوق ويدخل “القرابين النباتية” إلى المسجد الأقصى المبارك في عيد “العرش” العبري، الذي يُوافق الأسبوع المقبل، خلال الفترة الممتدة من 10-17 تشرين أول/ أكتوبر الجاري. ودعت جماعات “المعبد” عناصرها وجمهور المستوطنين إلى أكبر اقتحام للمسجد الأقصى، والاحتشاد بعائلاتهم وأطفالهم، محددة ذروة عدوانها القادم على المسجد لتكون يوم الثلاثاء الموافق 11 أكتوبر الجاري بمناسبة “عيد العرش”.

اتجاهات فلسطينية


  • السلطة تعمل على محاصرة الفعل المقاوم: تعمل السلطة الفلسطينية على عدم انتقال المواجهات في جنين ونابلس إلى مدن أخرى في الضفة الغربية. ورفعت أجهزة أمن السلطة درجة اليقظة بعدما تلقت أوامر عليا ب”الحفاظ على النظام في المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية” في جميع مناطق الضفة الغربية، لمنع تحول الأحداث في جنين ونابلس إلى انتفاضة ثالثة.
    وحاولت السلطة أكثر من مرة التدخل أمنياً في مناطق في جنين ونابلس خلال الفترة الماضية، لكنها اكتشفت أن الأمر سيحتاج إلى مواجهات طويلة وأثمان لم تكن مستعدة لدفعها، قبل أن تتصاعد المواجهة مع الاحتلال في هذه المناطق، وهو ما زاد من تعقيدات المسألة؛ لأن أي تدخل مباشر من السلطة في الوقت الحالي سيعني بلا شك تقديم خدمة مجانية للاحتلال.
    هذه المواضيع كانت على طاولة رئيس السلطة محمود عباس، عندما اجتمع مع مسؤولي الأجهزة الأمنية الأسبوع الماضي. وترأس عباس الاجتماع في مقر الرئاسة برام الله، الذي ضم قادة الأجهزة الأمنية والمحافظين، بحضور رئيس الوزراء محمد أشتية، وحسين الشيخ، ووزير الداخلية زياد هب الريح، وماجد فرج، والفريق إسماعيل جبر. وقد طالب عباس في الاجتماع قادة أجهزته، بضرورة “تهدئة الوضع الأمني ومنع التدهور” بذريعة “لجم النوايا الإسرائيلية لاجتياح البلدات الفلسطينية، والقضاء على السلطة الفلسطينية”. وتناول الاجتماع أيضًا مشاركة ضباط أمن في السلطة الفلسطينية في الاشتباكات الأخيرة مع جنود الاحتلال، وطلب من مسؤولي الأجهزة منع رجالهم من التورط في مثل هذه الهجمات. وفي السياق ذاته، اجتمع مسؤولون أمنيون في المدن الأخرى في الضفة مع قادة حركة “فتح” وناشطين، وحتى مسلحين، من أجل التأكد من أن الأوضاع ستبقى تحت السيطرة. وعلى الأقل، ستحاول السلطة ألا تتكرر تجربة “انتفاضة 2000”.
  • مقاومة الضفة تمتد من الشمال نحو الجنوب: خلال الأيام الأخيرة، شهدت مدينة الخليل المحتلة تصاعدًا في عمليات إطلاق النار صوب قوات الاحتلال في بيت أمر ومستوطنة نيجهوت ومستوطنة أدورا، ومستوطنات كريات أربع، وشارع 60 في الخليل، كما وتصاعدت المواجهات في باب الزاوية، ومخيم العروب، وبيت عينون، ودورا وحاجز أبو الريش وسعير ومخيم الفوار، وترقوميا التي استهدفت فيها سيارتين للمستوطنين. تصعيد المقاومة في مدينة الخليل، يأتي بالتوازي مع حالة غليان تشهدها الضفة الغربية منذ أشهر، خاصة في مناطق شمال الضفة الغربية ومدينتي نابلس وجنين، والتي على إثرها أطلق جيش الاحتلال عملية أسماها “كاسر الأمواج” في مارس\آذار الماضي، لمواجهة تصعيد الضفة الغربية.
  • عرين الأسود تُطلق رسائل موقعّة بالنار: لم تنتظر مجموعات “عرين الأسود” وحدات اليمام الإسرائيلية لتقتحم البلدة القديمة بمدينة نابلس؛ فخرجت إلى ما بعد أطراف المدينة ونفذت سلسلة عمليات إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين. ولم يكن عبثًا أن يختار مقاومو “عرين الأسود” ذكرى مرور سبع سنوات على ما عرف بعملية “إيتمار” لإعادة انتاج تلك العملية في التوقيت والمكان ذاته. فقد استهدفت حافلة ومركبة للمستوطنين، وجاءت في ذروة اعتداءات المستوطنين وجرائم الاحتلال خاصة في القدس وجنين ونابلس. ويرى مراقبون أن العمليات الأخيرة لعرين الأسود حملت أكثر من رسالة ودلالة وفي أكثر من اتجاه. وأولى تلك الرسائل موجهة للاحتلال الذي اغتال عددًا من قادتها ونشطائها خلال الشهور الماضية، وآخرهم سائد الكوني الذي استشهد بكمين نصبته قوات خاصة لمقاومين حاولوا تنفيذ عملية إطلاق نار على مستوطنة “براخا” الجاثمة على جبل جرزيم. كما توجه رسالة للسلطة التي اعتقلت المطارد مصعب اشتية أحد قادة العرين، في محاولة لإضعاف هذه المجموعات. وتقول الرسالة للسلطة إن تلك المجموعات مصرّة على مواصلة طريقها وترفض عروض السلطة لهم بالحصول على عفو من الاحتلال وتفريغهم على الأجهزة الأمنية مقابل إلقاء السلاح. أما الرسالة الثالثة فهي رسالة وفاء للمطارد اشتية ابن بلدة سالم شرق نابلس والتي جرت العملية الأخيرة على مقربة منها. وكانت أجهزة أمن السلطة في مدينة نابلس تواصلت مع مطاردين من “عرين الأسود” وحاولت إقناعهم بتسليم أسلحتهم والحصول على تفريغ في الأجهزة الأمنية وضمان عدم ملاحقتهم من قوات الاحتلال مقابل عدم مشاركتهم في أعمال مقاومة. وشنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات في الأيام الأخيرة في منطقة نابلس، ضد أشخاص قد تكون لهم علاقة بإمداد المجموعة بالسلاح أو المال، وقد جرى التحقيق معهم على هذا الاشتباه.
  • رمزية أبو الرعد تتصاعد في الضفة الغربية: بعد استشهاد نجله الثاني خلال الاشتباكات في جنين، بدأت رمزية أبو رعد خازم، والد الشهيدين رعد وعبد بالارتفاع في أوساط الفلسطينيين في الضفة الغربية تحديداً، حيث باتت هذه الشخصية بما تمثله من حرص على الوحدة ومقاومة الاحتلال، وتغنيه بالقيادات المقاومة من الشعب الفلسطيني كالرئيس الراحل ياسر عرفات والشيخ المجاهد أحمد ياسين، ومطالبته لرفاقه السابقين في الأجهزة الأمنية بضرورة اللحاق بركب المقاومة، واصفا النهج الحالي بالمهلكة.
    ويرى الشارع الفلسطيني بأنّ شخصية أبو رعد هي استمرار لشخصيات سابقة استطاعت أن تكون موحدة للشارع الفلسطيني، بعيدا عن البعد الفصائلي، إنّما بالالتفاف حول خيار المقاومة وفقط، وفي هذا الاتجاه تسير عجلة المقاومة في الضفة الغربية التي بدأت بإذابة البعد الفصائلي الأمر الذي بات يُعقد مهمة السلطة والاحتلال في مواجهتها، ويرى الفلسطينيون بها الحالة المرغوبة لتكون الضفة الغربية بأفضل حال ولتستطيع تجاوز الكثير من العقبات التي تحول دون المواجهة المفتوحة.
  • المقاومون الجدد في الضفة تجمعهم روابط الأسر والرصاص والدم: يظهر القاسم الأبرز للمقاومين الجدد في الضفة المحتلة أن غالبيتهم العظمى أسرى سابقون تعرفوا على بعضهم وتقوّت العلاقات بينهم في معتقلات الاحتلال. كما أن جزءاً كبيراً منهم كان معتقلاً سياسياً لدى السلطة بـتهمة “حمل سلاح دون ترخيص” وهي تهمة سياسية يكون التحقيق فيها على خلفية مقاومتهم للاحتلال، والأمر اللافت أنه عندما سنحت لهم الفرصة وحملوا السلاح مجدداً بعد الإفراج عنهم لم يوجهوا سلاحهم نحو السلطة، بل نحو الاحتلال. ومن أبرز القواسم المشتركة بين المقاومين أن غالبيتهم العظمى في العقد الثاني من عمرهم، إضافة لإمكانياتهم المادية البسيطة، وغالبيتهم العظمى اشتروا أسلحتهم الخاصة بهم مثل الشهيد العموري الذي باع سيارته الخاصة لشراء سلاحه، وهناك من استدان ثمن بندقيته وما زالت عائلته تسدد باقي ثمنها بعد استشهاده. الأمر الآخر الذي يتشاركه هؤلاء المقاومون هو تدينهم الكبير، حيث ما زال الناس يذكرون صورة البطاقة الشخصية للشهيد الدخيل وقد وضع فيها تذكيراً بمواعيد الصلاة وركعاتها. فيما لا يزال أهل البلدة القديمة في نابلس يتناقلون فيديو للشهيد عبود صبح وهو يحث أصدقاءه على الصلاة قائلاً: “صلوا قبل ما يصلوا علينا”.
  • مهرجان الأقصى في خطر حمل رسائل قوية بعدة اتجاهات: أجمع كتاب ومحللون سياسيون، على أن مهرجان “الأقصى في خطر” الذي نظمته حركة “حماس” في قطاع غزة، قدم رسائل قوية في عدة اتجاهات داخلياً وخارجياً وللاحتلال الإسرائيلي. ونظمت حركة حماس في غزة مهرجاناً حاشداً شهد حضور الآلاف من جماهير شعبنا، وفصائله، بمشاركة رئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار، وقادة فصائل العمل الوطني والإسلامي. وكشفت حماس عن رسالة ذات أهمية تتعلق بالضفة الغربية والقدس، إذ أن المهرجان عُقد للكشف عن موقف حماس وفصائل المقاومة تجاه ما يحدث في القدس والضفة، وأن مرحلة الصراع المقبلة مع الاحتلال ستشهد ارتفاعًا واضحًا في مستوى تثوير الضفة. واختصرت حماس المشهد القادم في أنه لو تمادى الاحتلال في تدنيسه وتعديه على القدس والأقصى فإن الانفجار قادم.
  • ارتباك في أوساط الاحتلال إزاء تنفيذ عملية عسكرية واسعة بالضفة خشية رد غزة: يكتنف التردد قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية، بالرغم من المصادقة عليه، نظير خشية الرد الفلسطينية من قطاع غزة، ما يدفعها إلى دراسة البدائل مع إعلان رفع حالة التأهب الأمني، في القدس المحتلة. ويبدو أن حكومة الاحتلال، التي تُدخل تصعيدها بالضفة الغربية في دائرة المعركة الانتخابية الإسرائيلية المقبلة، تصطدم برأين متضاربين من داخل عِقرها، إزاء استعداد جيش الاحتلال لتنفيذ عملية عسكرية واسعة، لاسيما في جنين، بينما تخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من “إشعال النار” مع قطاع غزة. ولدى جيش الاحتلال مخططات لتنفيذ عمليات أوسع وأعمق داخل جنين، ولكن هذه الخطوة قد تؤدي إلى المواجهة مع الفصائل الفلسطينية في غزة، بينما من غير المستبعد امتداد الغليان في الضفة الغربية، في ظل أجواء التوتر والاحتقان التي تؤول إلى الانفجار في أي لحظة. غير أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنشغل حالياً بدراسة البدائل مع تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية، من بينها فرض الحصار والإغلاق الكامل عليها، مواصلة عمليات الاعتقال وتجنب الدخول في عملية عسكرية واسعة تستمر عدة أيام، بخاصة خلال فترة ما يسمى “الأعياد اليهودية”، لكن هذه الخطوة تُنذر بالمزيد من الاضطرابات والتصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
  • مبادرة لحلّ أزمة جامعة بير زيت: قدمت أكثر من 20 مؤسسة مجتمعية وحقوقية وأهلية فلسطينية مبادرة حملت اسم “مبادرة لجنة الوساطة المجتمعية لحل الأزمة في جامعة بيرزيت“، بعد أكثر من 45 يوما على إضراب نقابة العاملين وإغلاق الجامعة، وينص البند الأول في المبادرة، التي وافقت عليها نقابة العاملين، على الاتفاق على مبدأ التحكيم، وفور الاتفاق على تسمية هيئة التحكيم وبسقف 24 ساعة من قبل إدارة الجامعة ونقابة العاملين في الجامعة، يعلن عن وقف إضراب العاملين وإلغاء جميع الإجراءات المتخذة من قبل إدارة الجامعة أثناء الإضراب. ويتخوف الشارع الفلسطيني أنّ الاحداث المتكررة في الجامعة تبدو على أنّها بإيعاز من جهات خارجية، في مسعى لتحويل الجامعة إلى مكان تابع للسلطة دون وجود مساحة من الحريات، مثله مثل باقي جامعات الضفة، وهو الأمر الذي قد ينعكس سلبا على إمكانية استمرار الجامعة بذات النهج الذي كانت عليه، مما قد يولد المزيد من ردّات الفعل تحديداً عند الطلبة وهذا سينعكس سلبا على الحالة الطلابية في الوطن عموما، خاصة أنّ بير زيت تُعتبر آخر معاقل الحرية والتنافس الديموقراطي والطلابي الذي يؤسس لما بعده.
  • برود في الضفة حول إمكانية تحقيق المصالحة: مع اقتراب جلسات المصالحة الفلسطينية في الجزائر، فإنّ الملاحظ قلّة اهتمام الشارع الفلسطيني بها، كون هناك قناعات راسخة بأنّ المصالحة لن تكون بسبب اختلاف النهج ما المقاومة والسلطة، الأمر الذي بات يراه الشارع الفلسطيني على أنّه مضيعة للوقت، خاصة أنّ القناعات تُشير أنّ الاحتلال وبعض دول الإقليم لن تسمح بأن تكون هناك مصالحة فلسطينية، لذلك فإنّ تناول الموضوع إعلاميا وحتى على مواقع التواصل يُعتبر الأدنى منذ سنوات طويلة.

قضايا ومؤشرات ينبغي متابعتها


  • رئيس كيان الاحتلال يتخوف من تكرار “سيناريو 1995”: فيما تستعد دولة الاحتلال لإجراء انتخابات “الكنيست” الشهر المقبل، استبق الرئيس إسحاق هرتسوغ ذلك الاستحقاق بالتحذير من العنف. مؤكداً أن الأحداث العنيفة في الأيام والأسابيع الأخيرة تجعله مستيقظا في الليل. وحذر هرتسوغ من أن “العنف في تصاعد”، والذي بات يتخذ أشكالا متعددة، من “العنف اللفظي، والاتهامات بالخيانة، ومقارنات بالنازيين، وتهديدات ولعنات، في المجال العام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي”.
  • نتنياهو أمام فرصة أخيرة لتشكيل حكومة: يخطط أعضاء كبار في حزب الليكود لإقصاء زعيم الحزب بنيامين نتنياهو، إذا فشلت كتلته اليمينية في الفوز بأغلبية في الانتخابات المقبلة المقررة بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، باعتبار أنها الطريقة الوحيدة لتجنب جولة سادسة من الانتخابات في أقل من أربع سنوات.
  • دور مغربي في التفاهمات الجارية حول تشغيل جسر الملك حسين: تحدثت مصادر إعلامية عن نجاح ضغوط أميركية ومغربية في حمل الاحتلال على فتح المعبر الحدودي لسفر الفلسطينيين عبر المملكة الأردنية بشكل دائم لمدة 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، وذلك ابتداءً من ٢٤ أكتوبر بصورة تجريبية.
  • “مراقب الدولة” يحذر من أن الجيش غير جاهز لمواصلة “عملياته” في شمال الضفة: حذر “مراقب الدولة” في كيان الاحتلال، ماتانيهو إنجلمان، من أن جيش الاحتلال غير جاهز لوجستيًا بشكل كاف لمواصلة تنفيذ مهامه ضد “مراكز” المقاومة في الضفة الغربية. وكان مقررًا أن ينشر “مراقب الدولة” نتائج زياراته في الشهور المقبلة، لكنه قرر نشرها على الفور، مطالبًا جيش الاحتلال بتحسين الظروف اللوجستية للجنود النظاميين والاحتياطيين في الضفة الغربية، والتعامل مع هذه القضية الهامة لضمان استعداد جنود الاحتياط والحفاظ على دافعيتهم للقتال والتدريب.

نظرة على الشأن الصهيوني


لا تزال الضفة الغربية بما فيها القدس وضواحيها في عين الحدث، لا بل وتتصاعد الأمور لدرجة اعلن فيها كوخافي انه مستعد لانزال المزيد من الكتائب وحتى لوقف التدريب من اجل التعامل مع الضفة الغربية، وهذا مؤشر على فشل “كاسر الأمواج” وعدم مقدرة العدو على ضبط الحالة المتفجرة في الضفة الغربية الآخذة بالتصاعد.

توجهات وقرارات حيال القضايا الفلسطينية:

  • “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية”: 32% فقط من “اليهود الإسرائيليين” يؤيدون حل الدولتين.
  • الولايات المتحدة تعرب عن قلقها إزاء تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية وتقول إن مسؤولية وقف التصعيد تقع على عاتق “إسرائيل” والفلسطينيين.
  • دعت إدارة بايدن الاحتلال إلى فتح تحقيق في ملابسات وفاة الطفل الفلسطيني ريان سليمان، 7 سنوات، من الضفة الغربية.
  • شرطة العدو دعت جمهور المستوطنين إلى حمل سلاحهم الشخصي خلال حضورهم إلى الكُنس خلال رأس السنة العبرية.
  • صدر قرار في المنظومة الأمنية بعدم السماح للمستوطنين بدخول منطقة قبر يوسف في نابلس حتى إشعار آخر، إثر مخاوف على حياتهم.
  • صادقت لجنة الانتخابات المركزية في كيان العدو على الطلب لشطب ترشح التجمع الوطني الديمقراطي.

قضايا داخلية وإقليمية لها تأثير على القضية الفلسطينية:

  • تقدم في المحادثات مع عُمان بشأن فتح الأجواء أمام “الرحلات الجوية الإسرائيلية”.
  • انطلاق الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” في مجال التعاون التكنولوجي، تحريكاً لتنفيذ إعلان القدس الذي تم التوقيع عليه خلال زيارة الرئيس بايدن في تموز 2022.
  • “تخوفات إسرائيلية” من تمكن مهاجمين سايبر من الدخول إلى قواعد البيانات “الخاصة بالإسرائيليين” داخل الأجهزة الخاصة بالأحزاب السياسية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى